ما يحدث في 'الكويتية' جريمة منظمة.. برأي منى العياف

زاوية الكتاب

كتب 1037 مشاهدات 0


الوطن

طوفة عروق  /  هذه فضيحة.. بل جريمة.. لا مجال للسكوت عليها!

منى العياف

 

الاستهتار والاستخفاف بأرواح البشر جريمة بالفعل.. فنتيجتها الحتمية ازهاق أرواح بريئة، كل ذنبها انها منحت ثقة لمن لا يستحق!هذا قتل بدم بارد.. ومن دون ان تطرف جفون اي مسؤول او يئن ضميره تحت وطأة التأنيب واللوم.. أكتب الآن وكلي حزن شديد على ما تتعرض له هذه المؤسسة العريقة «الخطوط الجوية الكويتية».. فما يحدث اليوم في «الكويتية» انما هو جريمة منظمة تستهدف الحط من قدر هذه المؤسسة وإهدار سمعتها العريقة التي هي أغلى رأسمال تمتلكه شركة بصفة عامة وهي الأساس الذي يستند اليه أي طيران عالمي.
***
المعلومات المؤكدة التي وصلتني، والاحاديث التي يتناقلها الناس هذه الايام تدور حول كارثة كان ممكنا ان تحدث بسبب غياب تطبيق معايير الامن والسلامة في «الكويتية».. لقد تأكدت من مصادر عديدة ان الطائرة التي أقلت وزير خارجيتنا والوفد الرسمي المرافق معه الى جيبوتي اول أمس وهي من طراز بوينج (737) الحكومية كانت غير صالحة للطيران؟! تخيلوا هذا؟ هل تصدقون ما تقرأون؟ وزير الخارجية ووفد الكويت الرسمي يغادرون الى الخارج وفي مهمة رسمية وعلى متن طائرة حكومية غير صالحة للطيران! ولم تحصل على اذن بالطيران من دائرة الهندسة بالمؤسسة؟ أهذا معقول أيها السادة؟ا الى هذا الحد بلغ بكم الاستهتار والاستخفاف بأرواح الأبرياء وبسمعة الكويتية بل وبسمعة دولة الكويت نفسها؟.
***
هل هذا أمر يستقيم ويمكن ان يكون منطقيا في دولة كانت حتى وقت قريب- قبل ان يعلن وفاتها رئيس الحكومة - دولة رفاهية تعنى بمواطنيها وتحافظ على أرواحهم وسلامتهم؟!
قبل مدة طويلة ولنفس الاسباب تقريبا وعلى قمتها الاستهتار والاستخفاف بأرواح البشر سمح مسؤولوا الطيران المدني في احدى الدولة القريبة منا بالطيران على الرغم من انها لم تكن صالحة لذلك وكانت النتيجة هبوطها اضطراريا مما تسبب في سقوطها ومصرع مائتي شخص على الأقل من ركابها؟.
***
كيف يسمح مدير الطيران المدني الكويتي بالسماح لطائرة الوزير والوفد الرسمي(وبالطبع ايضا غير طائرة الوزير فأنا اتحدث عن المبدأ العام على ضوء ما حدث لطائرة الوزير!) وهو يعلم بعدم وجود ما يفيد صلاحيتها للطيران؟ فهو يعلم جيداً ان دائرة الهندسة بالخطوط الجوية الكويتية لم تقم بارسال طلب استثناء لطيران هذه الطائرة، كذلك الشركة المصنعة للطائرة (البوينج) أكدت عدم صلاحية الطائرة للطيران بسبب انحدار الأجهزة في السلامة!! بربكم هل هذا مما يعقل؟ كيف تسمحون بهذه المهزلة؟ كيف تضحون بسمعة الدولة وتغامرون بأرواح بريئة كان ممكنا ان تدفع ثمن هذا الاهمال والاستهتار؟ كيف يمكن لطائرة تفتقر الى معايير السلامة وتحلق في الفضاء؟.
***
تحديدا سؤالنا هو كيف يسمح رئيس الطيران المدني ومدير السلامة بالطيران المدني لأنفسهما بمنح الاذن والموافقة على سفر وطيران هذه الطائرة؟ كيف أمكن لمدير العمليات ورئيس الكويتية منح موافقتهما لارتكاب مثل هذه المهزلة - بل الجريمة - المتمثلة في عدم تطبيق قوانين دولية صيغت أساسا لحماية وأمن المسافرين على متن الطائرات مما يعد خرقاً فاضحاً لكل القوانين والمواثيق الدولية فضلا عن كونها تلاعبا بسلامة وأرواح الركاب؟ هذا ان دل على شيء فانما يدل على وقوع استثناءات بالتأكيد في هذه المسألة.. وان هذه الاستثناءات تمت من دون حسيب او رقيب!!.
***
لهذا أوجه رسالتي لوزير المواصلات الأخ عيسى الكندري بأن لا يتردد في ايقاف هؤلاء الذين منحوا استثناء لتهديد بل ولإزهاق ارواح البشر.. فحياة الناس مسؤولية الدولة وثقة المجتمع الدولي بالناقل الوطني هي ايضا كذلك.. اللهم الا اذا كان ما جرى مقصودا وجرى ترتيبه ليكون حلقة في سلسلة الألاعيب والمخططات لضرب سمعة الكويتية، حتى لا تقوم لها قائمة!.
انني اطالب الوزير بأن يقوم بالتحقيق فوراً في هذه الفضيحة الكارثية وهذا العمل الذي لا يحمل أي أدنى مسؤولية وطنية اتجاه الدولة والمجتمع وان يكون منوطاً بالتحقيق الكشف عن المسؤول عن استصدار قرار كهذا، فلو حدث هذا العمل في أي دولة تحترم رعاياها وتحترم القانون لتمت إقالة كل المسؤولين فيها، لهذا يجب ان يتخذ قرارا فورياً بإيقاف كل المسؤولين والشروع في التحقيق في هذه المهزلة الكبرى.
***
جاءتني معلومة الآن وأنا اكتب مقالي هذا ان احدى الطائرات التابعة «للكويتية» أصيبت بخلل فني في أحد المحركات!! وهبطت اضطرارياً في مطار هيثرو!!.

ختاماً.. 
أوجه كلمتي الى رئيس الحكومة وأقول لسموه: لتواجه هؤلاء الذين لا يقدرون أهمية الحفاظ على سمعة الكويت وكل الذين لا يحترمون القوانين.. ولا يتحملون المسؤولية، فكم ارتكبت اخطاء وخطايا وكلها تسجل دون مسؤولية او عقاب، أعطوا للمواطن درساً بأن الجزاء من جنس العمل وانه لا أحد فوق القانون، فكيف عندما تكون كلفة هذا العمل ونتيجته المأساوية ازهاق أرواح الناس.. فماذا أنتم فاعلون.. أفيدونا!!.
***

رسالة أخرى.. 
يا حكومة يا رشيدة، لديك جيش من المسؤولين والاعلاميين ولا أحد يخرج لوسائل الاعلام وللشعب الكويتي ليبين وجهة نظر الحكومة ويوضح أهمية الاتفاقية الأمنية الخليجية ويطمئن الناس.. أين الناطق الرسمي يا دولة؟!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك