عن أسباب اختفاء الفزعات الكويتية!.. تكتب بهيجة بهبهاني
زاوية الكتابكتب فبراير 13, 2014, 12:13 ص 822 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر / لماذا اختفت الفزعات الكويتية؟
أ.د بهيجة بهبهاني
• المواطن لم يعد يلجأ إلى الفزعات للتعبير عن غضبه ورفضه، لأنه أدرك أنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
تكررت في الآونة الأخيرة فزعات الكويتيين مع الأحداث المأساوية، والتي أصبحت معتادة في مجتمعنا بصورة لافتة للنظر، ومن ثم تتلاشى الفزعة كالدوائر التي يحدثها الحجر الذي يرمى في الماء، حيث تكون الدوائر كبيرة ثم تصغر تدريجياً وتختفي، ولا علم للشعب بمن ألقى الحجر، ولماذا؟ ففي هذه الأيام هناك فزعة مجتمعية مع نقابة العاملين في الشركات النفطية، بسبب القرار الوزاري بخفض قيمة مكافأة المشاركة بالنجاح، والتي استمرت سنوات طويلة، وفجأة انتبهت الدولة لعدم أحقيتهم في الحصول عليها ومنعها عن بقية الكويتيين بالدولة، ولا ندري لماذا تجاهل ديوان المحاسبة، طوال الفترة الماضية، هذا الأمر غير الطبيعي؟ وقبل فترة كانت فزعة أطباء المستشفى الأميري ضد القرار الوزاري بنقل الدكتورة كفاية ملك من مقر عملها إلى مستشفى الأمراض السارية، وإلى الآن لم نعرف ما حقيقة عملية النقل؟ وقبلها كانت هناك «الداو» وكان هناك «مشروع الزور» و«الفحم المكلسن»، وكذلك سرقة الآلاف من زجاجات الخمر من وزارة الداخلية، وسرقة مخزن للأسلحة (ألف طلقة بندقية و15 ألف طلقة ذخيرة مسدس) من مستودع تابع للداخلية! وتعالت بسببها الأصوات الغاضبة في فزعات متكررة، ومن ثم تبعها السكون والصمت الغريب!
وقبل فترة، صرّح مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بإحالة وزارة التجارة أصحاب ألف رخصة مزورة إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن إصدارها، وأن الوزارة استفسرت من وزارة التجارة والصناعة بخصوص تلك الرخص التي صدرت بأوراق رسمية من دون إدخالها في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بوزارة التجارة، والتي استغلت في ما بعد في تجارة الإقامات عبر إصدار 40 ألف تأشيرة وإقامة! وهذا الأمر لم يفزع المواطنون له! وكذلك الأمر بالنسبة لتكرار عملية هروب مساجين من أسوار السجن، مما يشير إلى تهاون بعض رجال الأمن في أداء اختصاصاتهم ولم تحدث فزعة أيضاً! وكذلك الأمر بالنسبة إلى قيام أستاذ جامعي بنشر فتنة طائفية بين الأساتذة الكويتيين من خلال إرسال رسائل هاتفية يهاجم فيها أحد المذاهب!
أتدرون لماذا لم يعد المواطن يلجأ إلى الفزعات للتعبير عن غضبه ورفضه؟ لأنه تشبع من المشاركة في الفزعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي تنتهي بابتسامة حكومية صفراء!
وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.
تعليقات