التعليم في الكويت معطل وفاقد لهويته.. بنظر نايف العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1291 مشاهدات 0


الشاهد

خيرنا لغيرنا ونتعلم برا

د. نايف العدواني

 

لا يعقل أبداً ان دولة ثرية كالكويت يدرس ابناؤها في الخارج 32 ألف طالب في  مصر و12 ألف طالب في الاردن، وآلاف غيرهم في  الخليج ولبنان، والمغرب والجزائر وتونس ومالطا واليونان، ناهيك عن اميركا وبريطانيا وفرنسا وبقية  الدول الأوروبية  بما فيها روسيا وجمهورياتها السابقة، طلبتنا غطوا الكرة الارضية، فلا يوجد مكان في العالم الا ونجد ان هناك طالباً كويتياً يدرس على حسابه او مبتعثاً من الحكومة في الهند، إيران، الفلبين، ماليزيا، استراليا، نيوزيلاندا، الدول الاسكندنافية واليابان، واعتقد ان هناك طلبة في اميركا الجنوبية،?والقارات المتجمدة الشمالية والجنوبية ويمكن حتى الاسكيمو وبيوتهم الثلجية سنجد فيها طالب كويتي يدرس او مبتعث، ولا ادري هل ذلك من قلة المال، أو الفكر الاستراتيجي للتخطيط للتعليم ام من قلة العقل، ويبدو أن الاخيرة هي الاصح، فالكويت في الخمسينات احتضنت طلبة الخليج وغيرهم في ثانوية الشويخ، وفي الستينات والسبعينات والثمانينات كانت قبلة التعليم  في  الخليج، سواء من ابناء الخليج او الجاليات العربية  الأخرى، بما فيها الجالية الفلسطينية الذي فاق عدد طلبتها ثلاثة اضعاف الطلبة الكويتيين، والدليل على ذلك انه بمجرد مغادرة?الفلسطينيين الكويت عام 1991 بعد التحرير من العدوان العراقي الغاشم في الثاني من اغسطس 1990 خلت مئات المدارس وقامت وزارة  التربية  بتأجيرها للوزارات والمدارس الخاصة، ناهيك عن الطلبة الأجانب من كل دول العالم من افريقيا واوروبا واسيا في المعهد الديني تلقوا تعليمهم من الابتدائي حتى الجامعة وعلى حساب ونفقة الكويت.
ولما ذهبوا الى اوطانهم كانوا خير سفراء للكويت هناك، فوزارة التربية في السابق رغم قلة عدد موظفيها وتواضع مبانيها، الا انها كانت تمتلك الرؤية والقدرة على بناء سياسة تعليمية للطلبة المواطنين والوافدين والاجانب، اما الان ومع وزارة للتربية ووزارة للتعليم العالي او «الكعب العالي» نسبة لكثرة الموظفات فيها  وقلة «الدبرة، والسنع» فالتعليم معطل  وفاقد لهويته ويفتقد للتخطيط الاستراتيجي على مستوى مخرجات التعليم وبناء الكليات والجامعات التي تخدم هذه السياسة، وتستوعب الطلبة للعشرين أو الثلاثين سنة القادمة.
جامعة وحيدة، متهالكة المباني، واهنة المنهج، يتصارع اعضاء هيئة التدريس فيها على المناصب، وتدار من خارج الوزارة.
الكويت واهل الكويت بنوا جامعات في  كل دول العالم العربي والآسيوي والاوروبي في كل دول افريقيا، ولم تنشأ جامعة واحدة في  الكويت تستوعب طلبتنا،  كلما بنيت جامعات خاصة، تحول لها اموال التربية كبعثات خاصة، ويعزف عنها الطلبة، لكثرة شروطها، وتعنت اداراتها واساتذتها، وصندوق التنمية بملياراته يوقع الاتفاقيات  بالملايين لبناء الجامعات والكليات في الخارج، كان آخرها توقيع اتفاقية مع اليمن لبناء 13 كلية بمبلغ 60 مليون دولار، اضافة لمبلغ 110 ملايين دولار صرفت في السنوات السابقة لنفس  الغرض، ونحن نرسل ابناءنا لدول العالم? يتسولون التعليم ويتلقون الاهانات والسرقات، ويعودون بشهادات لا تعترف بها وزارة التعليم العالي، ولسان حالهم يقول «كأنك يا بوزيد ما غزيت».

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك