عن تونس الخضراء والكويت السوداء!.. يكتب مشاري العدواني

عالم اليوم

تم النشر  /  تونس الخضراء والكويت السوداء!!

مشاري العدواني

منذ امس الاول وانا اكرر، عبر الانترنت تو،  مشاهدة الكلمة العبقرية، لرئيس مجلس الامة  السيد مرزوق الغانم، في المجلس الوطني التأسيسي التونسي، وهي  الكلمة التي يستحق كاتبها، وصائغ كلماتها ان تلف يداه بحرير، بل بأوراق ذهبية، فهي كلمة من طراز رفيع، كملها روعة بالقائه المتمكن لغويا وكارزماتيا، بوعلي، مما جعلنا نفخر امام هذا الحشد الدولي والعربي، بأن يكون مرزوق رئيس مجلسنا و ممثلنا، وخير سفير للكويت، وديمقراطيتها وشعبها ... 

ولكن يا بوعلي يا حبيب قلبي، ذهبت الى تونس لتحيي ثورة الياسمين، ولتحيي الحرية، ولتتغزل بمواد الدستور التونسي المفخم والملهم، وفي نفس الوقت تركت الكويت واهلها، و دستورها، الذي جاءت به رياح الربيع العربي قبل 50 عاما كما اشرت ورددت على مسامع التوانسه، دستور كويتي مجروح، وشعب حائر،و خائف وغير مطمئن، بسبب قصة شروعكم  بالمصادقة كمجلس امة الكويت، على الاتفاقية الامنية الخليجية، التي تتعارض صراحة مع مواد الدستور الكويتي!

يا بوعلي حتى لو امتنعت انت شخصيا، بالتصويت على هذه الاتفاقية، وكما هو واضح بانها ستمر بسبب وجود نواب ( دمى) تتحكم بهم الحكومة في مسرح عرائسها كما تحب، تلك الحكومة، وغيرها من الحكومات المتعاقبة،  التي كانوا وكانت، وسيكونون، آخر بل أخير اولوياتهم هي الحريات الشخصية، والمحافظة على الدستور، واحترام القوانين!

 فإن التاريخ لن يرحكم ولن يسامحك يا بوعلي، ولن يسامح او يغفر للطبقة التجارية التي اتيت منها، والتي عرف عنها طوال عمر الكويت السياسي، بانها تنحاز في اوقات الصعاب والمحن، مع الخيار الديمقراطي والمزيد من الحريات للشعب، لا تكبيلها باسم امن الخليج ؟!!

يا بوعلي كما القيت الخطاب الاجمل في كل مسيرتك السياسية، في تونس تحية لشعبها ودستورها، فإنك اليوم تكتب بيدك خطابك الاهم والأقوى، في صفحة تاريخك الوطني فإما تستخدم كل ما تملك من نفوذ، وتوقف هذه المهزلة، او سوف يسجل لك التاريخ بأنك تغنيت بتونس الخضراء، وساهمت بتحويل الكويت الى سوداء!.