التنمية الحكومية الجادة تتطلب استغلال طاقات 'الكويتي' الكامنة.. الدعيج مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 543 مشاهدات 0


القبس

صنع في الكويت

عبد اللطيف الدعيج

 

قبل سنوات تعطلت غسالة بيت ولد زوجتي. فقالت زوجتي لكنّتها (ليسا)، عطيني ملابسكم اغسلها الى ان تدبروا امركم. بعد الغسال وهي «تصفطهم»، مثل معارضتنا لما صفطوا فنايلهم، صرخت باستغراب «صنع في الكويت». عطتني بنطلون الجينز العائد لحفيدها ومكتوب عليه بالطبع بالانكليزي «صنع في الكويت». طبعا انا من دون ان أسال عرفت السالفة. فلازم هذا مواطن شغل خداماته وربما هنود وفلبينيات الجيران في سردابهم وسوى مصنع ملابس. هل حقا فعل هذا ام شيئا مشابها؟.. ليس مهما، المهم ان الاخ يصدر لاميركا. وليس فقط يصدر لاميركا وحسب، بل ينافس المصانع الرخيصة التي غزا اصحابها السوق الاميركي مثل سريلانكا وبنغلادش والهند وبالطبع في المقدمة الصين.

يعني إمكانية ان ننتج وان نصدّر الى دولة بعيدة وسوق مفتوح مثل اميركا حقيقة ممكنة. لهذا فان تنويع مصادر الدخل واستغلال طاقات المواطن الكويتي «الكامنة»، وليس خدامات الاخ، حقيقة قابلة للتطبيق، وليس اماني او شعارات حالمة.

ولد العم المرحوم احمد الدعيج (بوزياد) قال في السبعينات إن تنويع مصادر الدخل ممكن ان نحن لجأنا الى الصناعات الخفيفة والدقيقة. حاليا تجارة الساعات «الدزاينر» والهواتف النقالة والحواسيب والملابس وما في حكمها هي المتسيد اليوم. الصين وكوريا وسنغافورة وغيرها تتولى تجميع هذه البضائع بشكل بدائي قابل للعطل السريع وبيعها للاسواق العالمية. نحن بعد الدعم الحكومي نستطيع ان نتولى ذلك. بل من الممكن القيام بتصنيع اجهزة «وسطى» ليست بجودة التصنيع الاوروبي، ولكن ليست بخفة وسرعة عطل الاجهزة الاسيوية. هذه الاجهزة من المفروض ان تكون قادرة -بعد الدعم- مثل «جينزات» الاخ المواطن على المنافسة في الاسواق العالمية.

يعني الان لو ان رئيس حكومتنا جاد في التنمية وفي تنويع مصادر الدخل يصدر «يتخذ قرار فوري وثوري» ويروح يدور الاخ صاحب مصنع جينز حفيدنا ويُعَينه وزيرا للصناعات الخفيفة وبدل ما شبابنا او بناتنا يلفون خبز وجرجير في مكاتب الحكومة يلفون ترانزيزترات ويلحمون اسلاك في مصانع الاخ... وبدال ما ندفع لهم مائة ندفع لهم مائتين... وبدال الألف ألفين.. واحنا دولة ووطن الرابحين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك