ناصر المطيري يرى أن سورية ستحدد مستقبل التقارب 'الإيراني – التركي'
زاوية الكتابكتب فبراير 3, 2014, 1:04 ص 859 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الأخوة الأعداء
ناصر المطيري
يبدو المشهد الإيراني للوهلة الأولى مختلفا عما هو عليه في تركيا. ففي الوقت الذي ترتدي فيه إيران للمشاهد الخارجي رداء رجال الدين المحافظين - في أفضل الأحوال - إن لم يكن المتشددون في أسوأها، فإن الأخيرة تبدو كدولة علمانية، وإن كان يقبض فيها على زمام الأمور من وراء حجاب في معظم الأحوال، وفي أحيان أخرى في القلب من الأحداث، الجيش في تركيا، وهو ذو علاقات قوية جدا مع الولايات المتحدة الأميركية.
إيران الثورة الإسلامية في حاجة استراتيجية إلى علاقات قوية مع تركيا، لأنه من شأنها تكسير الحدود الطائفية والسياسات الطائفية التي ينفخ فيها الغرب في منطقتنا. فهنا بلد معظم سكانه سنة، وهناك بلد معظم سكانه شيعة، فيصبح فتح الأبواب بين البلدين فرصة كبيرة لتنامي ثقافة الوحدة بين المسلمين ولتبيان حجم الفوائد من هذه العلاقات الثنائية. ولعله من الواضح أن أكثر أذى لحق بالثورة الإسلامية الإيرانية يكمن فيما فرض عليها من حصار طائفي قام به دعاة التفرقة وأنظمة إقليمية رعت هذه الفتنة بقوة مالية كبيرة. كما أنه فائدة كبيرة لإيران التي تجد في الانفتاح مع تركيا فرصة كبيرة للتبادل التجاري والخبرات في مجال الاقتصاد. ويمكن أن تمثل تركيا ظهيرا اقتصاديا مهماً لإيران وسوقاً مهماً للصناعة التركية.
وتركيا أردوغان في حاجة ماسة إلى علاقات استراتيجية مع إيران بعد أن أدرك أردوغان أن الغرب لن يقبله عضوا في الاتحاد الأوروبي، ولعله لم يكن طامحا إلى ذلك، إنما استخدم دعوته تلك للقضاء على هيمنة العسكر وتحويل النظام إلى ديموقراطية تحتكم إلى دستور مدني.
وتبقى سورية هي نقطة ارتكاز حساسة للعلاقات بين طهران واسطنبول لأن سورية ستحدد مستقبل الأخوة الأعداء، فهي الحجر الأكثر تأثيرا بين أحجار رقعة الشطرنج الإقليمية المؤثرة في مجريات الأمور، نتيجة عوامل عديدة لكل من البلدين، فإيران ترى أن «نظام الأسد لن يسقط، وأن إيران وحزب الله والعراق يدعمون النظام في سورية بحزم، وإيران ستستمر بدعم الحكومة السورية وستعارض الذين يتحركون ضدها بكل الوسائل».
تعليقات