الربيع العربي لم يخلِّف إلا الدمار.. هذا ما تراه فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2014, 12:52 ص 909 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / 'الربيع'.. ضاحكاً.. وباكياً.. وساخراً!!
فاطمة عثمان البكر
• نشكر الله على لــ «ربيعنا» في الكويت، وهو يزهو بأمنه وأمانه، واستقراره.
الفصول تجيء في مواعيدها وفي مواقيتها، لا تخلف موعدا، نحن بإحساسنا وظروفنا وأوضاعنا الذين نختلف ونسبغ على كل فصل من الفصول أحاسيسنا ومشاعرنا، فهذا الشتاء القارس، وذلك الصيف الحار كاللهب، وهناك الخريف الذي نطلق عليه صفة الشيخوخة والمرض وتساقط أوراق الشجر، وهناك الربيع: ربيع العمر والجمال والبهاء، تلبس الطبيعة فيه حلة قشيبة بألوان البهجة، إلا أن «الربيع» (ربيع الثورات العربية) لم يكن ذاك الربيع الذي عهدناه هو ربيع الغضب بامتياز، ربيع الثورات التي قلبت كل الموازين وتعدت كل الحدود، ولم تخلِّف إلا الدمار، ووقف من وقف من صانعيها في ذهول مما يشاهدونه، عصفت الشوارع، واكتظت الطرقات.. قتيل هنا، وقتيل هناك، عويل هنا، وهتاف هناك، طائرات تدك المنازل على ساكنيها، اهدار للدم لم يشهد له العصر الحديث مثيلا، ووقف العالم بأسره مذهولا مما يحدث لثورات «الربيع العربي»، يشهد هذا الفصل المروّع يسجل في سجل التاريخ العربي المعاصر.
تلك الساحات والمرابع، كانت يوما تنطلق منها رايات الفرح والبهجة، الفكر، والابداع، الشعر والشعراء، الآمال المعقودة والأهداف المنشودة. أهكذا وفي فترة زمنية قياسية تصبح ساحات للقتل والقتلى، للصراعات والمتناقضات والضحايا؟! نتساءل: بأي ذنب ولأي ذنب قتلوا؟ ومن القاتل، ومن المقتول؟ وأين الحق، وأين يكمن الباطل؟! لم نعد نميز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود.. معالم طريق ضبابي، وأحداث متلاحقة. الحزن العام أصبح طافحا، إلى درجة أصبح الواحد منا يخجل من حزنه الفردي، فصور الموت والدمار تتدفق علينا عبر الفضائيات، وكأنه فيلم سينمائي من أفلام الرعب المثيرة لتترك لنا في نهاية مشاهدتها الآثار المدمرة التي ستظل محفورة في الذاكرة، ستظل تطل علينا من شقوق السنين طويلاً!
عالم يتمحور.. أحداث تتشكل، مرحلة مخاض كبرى لعالم يولد من رحم الأحزان ليستقر في النهاية الى نصابها الصحيح، فلكل بداية نهاية، تدور وتدور، ولا بد ان ترسو كل السفن في موانئها، قد تكون موقعها الصحيح، قد تكون مشروخة، ولكنها حتما سترسو في مراسيها!
كل الدعاء ان تستقر الأمور، كل الدعاء ان تنتهي هذه الزوبعة وهذا الهياج.. ونشكر الله لــ «ربيعنا» في الكويت وهو يزهو بأمنه وأمانه واستقراره، ولنفتح نافذة البهجة بأعياد الوطن المجيدة، والكويت بفضل سياستها العريقة التي شيّدها شيخ الدبلوماسية، وأميرها، لتحتل مركزا مرموقا: أمنا واستقرارا، وعطاء، ليطلق عليها من أرقى وأكبر المراكز والهيئات الدولية رمز العطاء الإنساني، فــ «ربيعنا» ربيع باسِمٌ ضاحكٌ مشرق، بفضل الله، ثم القيادة الرشيدة.. فــ «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»؟!
تعليقات