الشعب الظالم والحكومة العادلة؟.. بقلم مشعل الظفيري
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2014, 12:55 ص 796 مشاهدات 0
الراي
إضاءة للمستقبل / من رآني منكم فلا يظلمن أحداً
مشعل الفراج الظفيري
يقول الحق جل في علاه «ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار»، وقد ذكر الذهبي في كتابه الكبائر فصلاً كاملاً عن الظلم، وقد ذكر حادثة في الأثر أن هناك رجلاً يمشي في الطرقات بين الناس يده مقطوعة من الكتف ويصيح من رآني منكم فلا يظلمن أحداً فجاء إليه أحدهم يسأله عن قصته وما حل به، فقال لقد كنت جباراً وظالماً وكنت من أعوان الظلمة وفي يوم من الأيام وجدت صياداً اصطاد سمكة كبيرة فطمعت بها وأخذتها رغماً عنه وهو يصيح إنني أبيعها لأشتري قوتاً لي ولعيالي فركلته ومشيت، وأنا في الطريق إذ بهذه السمكة تعض على إبهامي وتضرب على يدي وبعدها شعرت بألم شديد في الليل لم استطع منه النوم وفي الصباح ذهبت إلى الطبيب، وقال لي إنها (الأكلة) ويجب أن تقطع إبهامك حتى لا نضطر لقطع يدك بالكامل، ففعلت، وبعدها أحسست بحرارة الألم في يدي وقطعتها حتى وصل بي الحال لقطع يدي من الكتف وأشار عليّ أحدهم أن أجد هذا الصياد ليعفو عني حتى لا أموت، وفعلاً ذهبت أبحث عنه حتى وجدته فقبلت رجليه أن يسامحني ولما رأى حالي بكى، وقال والله إني سامحتك وأشهد الله على ذلك، فقلت له أسألك بالله ماذا دعوت عليّ عندما أخذت منك السمكة، فقال الصياد دعوت من لا تنام عينه «اللهم يا من أريتني قوته في ضعفي فأرني قوتك فيه»، وبعدها أصررت أن أمشي في الناس لأحذرهم من الظلم.
نستخلص من هذه القصة أن الله لا يقبل بالظلم على عباده وقد ذكر سبحانه آيات كثيرة تنهى عن الظلم وأكل أموال الناس بالباطل.. اليوم في مجتمعنا الصغير يوجد الكثير من المظلومين سواء أصحاء أو مرضى والله بالغ أمره.. يظلم الناس تحت مسميات السطوة والقوة والنفوذ ويوصف الظالم بالشطارة وحسن التصرف وكلها تتم تحت تصرف القانون أو تطويعه، لأننا في مجتمعات متخلفة شاعت فيها جملة (ظلم في السوية عدل في الرعية)، وتناسينا قول الحق سبحانه (وما ربك بظلام للعبيد)، وقوله جل جلاله (ولا تزر وازرة وزر أخرى)
ليبدأ كل منا بنفسه، فنحرص على عدم ظلمنا لأهل بيتنا وأولادنا وأقربائنا وجيراننا وأصحابنا وحتى الخدم، فهؤلاء بشر لهم إحساس ودعوة مستجابة حتى ينتشر العدل بين الناس فتستحي على الأقل حكومتنا من ظلمنا في كل يوم ويفرح الناس بتطور البنية التحتية ويتباشر الناس بوجود الأراضي السكنية وننعم بجودة الخدمات الطبية والتعليمية، فدستورنا المجيد يقول الأمة مصدر السلطات جميعاً فلا يخرج من رحم أمتنا الا من يطبق العدل، ولكن الطامة إذا كان الشعب ظالما ومتجاوزا للقانون فكيف تصح مطالبنا بوجود حكومة رشيدة عادلة!
إضاءة: ياما في السجن مظاليم... وأنا أرى الرئيس مرسي خلف القضبان أحسست بمرارة الظلم ووحشته... اللهم إنا نعوذ بك من الظلم وأهله ونعوذ بك اللهم من قهر الرجال.
تعليقات