العقيدة لا يتم الدفاع عنها بالصراخ وحرق الأعلام.. بنظر أحمد الصراف
زاوية الكتابكتب يناير 27, 2014, 12:57 ص 827 مشاهدات 0
القبس
كلام الناس / جائزة 'خرداد' الجديدة!
أحمد الصراف
أعلنت مؤسسة «15 خرداد»، الدينية الإيرانية، قبل عامين عن رفع قيمة جائزتها لمن يقوم بقتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، لتصبح 3.3 ملايين دولار أميركي! وسبق لهذه المؤسسة أن أعلنت عن جائزتها، بعد أن أصدر الخميني في 1989، فتوى بإهدار دم الكاتب. ودعت المؤسسة المسلمين حينها الى قتل رشدي بسبب كتابه «آيات شيطانية». ونقل عن رئيسها قوله: طالما لم تُنفذ فتوى الخميني بهدر دم رشدي، فإن الهجمات ضد الإسلام ستتواصل، ومن المناسب جداً تنفيذ فتوى الإمام بأقرب فرصة! ويذكر أن الفتوى أدت في حينه الى تواري رشدي عن الانظار، وقد تخللت فترة اختفائه سنوات قليلة هادئة، وذلك عندما أعلنت حكومة الرئيس محمد خاتمي عام 1998 عن وقف تنفيذ الفتوى، لكن المرشد، علي خامنئي، جدد تأكيدها عام 2005!
وعلى الرغم من أن الفتوى دفعت رشدي الى العيش في سرية تامة، فإنها جلبت له شهرة لم يكن يحلم بها، إضافة الى توفير حماية مستمرة له، حتى من اللصوص والفضوليين، ووفرت له ثراء كبيرا، مع انتشار واسع لكتبه، الممنوعة في كل الدول الإسلامية، وغير الممنوعة. ولكن ما تبع ذلك من إساءات الى الرسول وبقية الإساءات الأخرى الى الرموز الإسلامية، بينت أن فورات الغضب العارم التي اجتاحت كثيراً من العواصم العربية أثناء وبعد الإساءات الى الرموز الإسلامية، وما تخللها من حرق للسفارات الأجنبية والمصالح التجارية وتحطيم الأملاك العامة في أكثر من عاصمة ومدينة عربية وإسلامية، لم تدم طويلا، ولم تدفع أحداً تقريبا الى تغيير رأيه فينا، وبقينا نحن كما كنا، من دون تقدم ولا تنمية ولا اقتصاد ولا شفافية، بل زاد وضعنا تخلُّفا عما كان عليه قبل 5 سنوات، بعد أن زاد المهجرون بيننا وزادت الأمية بين اطفالنا، واكتشفنا - أو ربما لم نكتشف - أن العقيدة لا يتم الدفاع عنها بالصراخ وحرق الأعلام وقتل الغير، بسبب ومن دون سبب، أو من خلال الإرهاب العشوائي والشامل، بل من خلال السعي الى تحسين مستوى معيشة المؤمنين، ورفع مستواهم الأخلاقي والأدبي والتعليمي، فهكذا تتقدم الشعوب، وليس بالتظاهر والرفس واللكم!
ولو أراد اليوم رئيس مؤسسة خرداد وغيره وضع جائزة اكبر لمن أساء الى الإسلام ورموزه، ونظر الى ما يجري في العراق وسوريا ولبنان وليبيا، لكي لا نعدد الكل، من قتل الأخ أخاه، وتفجير كل مبنى صالح للسكن، وتخريب شامل للطرق والآثار ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، وكل معالم التحضر، هذا غير مئات آلاف القتلى وملايين المهجرين، فدم من سيُهدَر؟ وكم ستكون قيمة جائزته؟!
تعليقات