عن ثقافة 'أسمع..أرى..أتكلم'!.. تكتب فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب يناير 27, 2014, 1 ص 1269 مشاهدات 0
الشاهد
مجاهدة إماراتية
د. فاطمة الشايجي
كلمة شكر وتقدير للمجاهدين الذين يعملون خلف كواليس برنامج »أسمع.. أرى.. أتكلم« الذي يعرض في إحدى القنوات الإماراتية، نسأل الله أن يسدد خطاهم ويوفقهم لما فيه الخير لهم وللأمة العربية، وكلمة حق تقال للمجاهدة الإماراتية معدة ومقدمة برنامج »أسمع.. أرى.. أتكلم« السيدة مريم الكعبي.
هي فعلا مجاهدة لأنها تحاول أن تنشر ثقافة تُصْلِح من خلالها خللا في المجتمع العربي، فالثقافة التي تعتنقها تتعارض مع الثقافة المغرضة التي ينشرها أصحاب النفوس الحاقدة، والذين همهم الأول والأخير أن يبقى العرب دائما في المؤخرة للتحكم فيهم واستنفاد مقدراتهم ومكتسباتهم، واعتقد وهو ما لا أتمناه لها أنها ستواجه الكثير من الصعاب ومن النقد، وسيتم محاربتها بشتى الطرق لأنها توجه فكر الفرد الإماراتي وتحثه على الحفاظ على هويته، وأمن بلده مع اهتمامها ببناء شخصية مفكرة تستطيع أن تبدع وتقدم كل ما يساهم في رفع اسم الإمارات الحبيبة.
أسمع..أرى..أتكلم.. برنامج يحاول أن يغير من ثقافة مغلوطة انتشرت في مجتمعنا العربي، ألا وهي لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم، ثقافة دخلت مجتمعنا العربي وساعدت على انتشار الفساد. ثقافة لم تأتِ لنا من موطنها الأصلي، وإنما دخلت علينا من العالم الغربي بعد أن تم اجتثاث أهم مفردة فيها. والغرض من ذلك نشر ثقافة سلبية في مجتمعاتنا العربية، حيث استخدمها الغرب للإشارة إلى من يدّعي الجهل بعد محاولته الفاشلة في التغيير. وتغيرت إلى الأسوأ عندما دخلت علينا فأخذ الفرد العربي يستخدمها ليتجنب الخطر بعد رؤيته للفساد، ولكن الثقافة الأصلية تختلف تماما عما وصلت إلينا، فهي عبارة عن حكمة من القرن السابع عشر ظهرت في شرق آسيا تتمثل في وجود القرود الثلاثة الذين يجسدون مبدأ لا أرى شراً ... لا أسمع شرا ً... لا أتكلم شراً، وهي حكمة يقصد منها حسن التصرف ورجاحة العقل والكلام.
مريم الكعبي سمعت شراً، ورأت شراً، ولكنها عندما تكلمت.. تكلمت خيراً، استخدمت منهج التحليل، والمنهج المقارن، والنقد الراقي لتحقق هدفاً نبيلاً جداً، وهدفها أن تبعث برسالة إلى أبناء وطنها مفادها أن حب الوطن ليس قولاً بل هو فعل، وأول هذه الأفعال هو المحافظة على ثقافة المجتمع الإماراتي، وحفظ الهوية الإماراتية، والعمل على تطوير وتنمية المجتمع، واستغلال التطور التكنولوجي لنشر القيم الإنسانية، وتسخير شبكات التواصل الاجتماعي لخدمة الفرد الإماراتي والعربي.
نحن هنا في هذا المقال لا نروج لها ، ولا تربطنا بها علاقة شخصية، ولكن تربطنا بها علاقة أقوى من ذلك وهي التوافق الفكري والمنهجي في كيف نرفض السلبيات، وكيف يمكن نشر الايجابيات، وهي وإن تكلمت وخاطبت الفرد الإماراتي إلا أنها أيضا تخاطب الفرد العربي وتدعوه إلى التفكير والتحليل والنقد الذي يبني أمماً، لذلك أدعو قارئي العزيز أن يتابع مثل هذه البرامج التي تهدف إلى زيادة وعي الفرد، وكيف يمكنه المحافظة على مجتمعه، وكيف يمكنه التعامل عندما يرى أو يسمع ما يضر بمجتمعه.
نسأل الله أن يحفظ وطننا ووطنكم وسائر الأوطان من كل شر، وتمنياتي للإعلامية والكاتبة الإماراتية السيدة مريم الكعبي كل التوفيق.
تعليقات