الإجماع الوطني ضرورة لأي مشروع سياسي أو تنموي.. فوزية أبل مؤكدة
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2014, 1:07 ص 564 مشاهدات 0
القبس
الإجماع الوطني
فوزية أبل
• لماذا تأخر هؤلاء في التقدم بورقة أو مسودة الإصلاح إلى عام 2014؟
تعددت في الفترة الأخيرة الإعلانات عن مشاريع سياسية، فالنائب علي الراشد أعلن عن تأسيسه تيارا سياسيا وطنيا مدنيا. ودعا د.سعد البراك إلى تكتل سياسي ليبرالي محافظ (تقدم).
ووثيقة الإصلاح السياسي الذي تتبناه كتلة الأغلبية (ائتلاف المعارضة)، إلى جانب البيان الذي وقع عليه شباب الحراك.
على الرغم من تلاقي بعض تلك المشاريع في نقاط معينة كالمطالبة بإصلاحات دستورية وتشريعية وسياسية، ونظام برلماني كامل، والفصل الحقيقي بين السلطات، ونظام انتخابي ديموقراطي، وتشكيل الأحزاب والهيئات السياسية، والقضاء على الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، وغيرها، فالواضح بعد تلك الحلقات المتتالية من المشاريع السياسية أن أغلب من تقدم بها هم سياسيون، أو ينتمون إلى تكتلات وحركات. السؤال هنا: لماذا تأخر هؤلاء في التقدم بورقة أو مسودة الإصلاح إلى عام 2014، ومنهم من كان لهم حضور قوي في مجلس الأمة منذ ما يقارب عشر سنوات أو أكثر، وكانت لهم أطراف محسوبة عليهم في المجالس السابقة؟!
فهل فقدانهم المنصب السياسي، أو الحضور السياسي والشعبي، هو ما دفعهم إلى البحث عن طريق آخر لمحاولة العودة مرة أخرى إلى أحضان المشهد السياسي، المحرك للحياة الكويتية؟ فهناك كثيرون يقيّمون تلك المشاريع بأنها تدخل في دائرة الخلافات والحسابات السياسية والشخصية، وليست لهدف ومصلحة عامة.
ومع تقديرنا واحترامنا، فلا تكتل علي الراشد ولا وثيقة الأغلبية ولا غيرهما سيكون له ثقل في الشارع أو مؤيدون له.
صحيح، هناك قناعة متزايدة في أوساط الكويتيين بمطالب الإصلاح السياسي وتعديلات دستورية وتشريعية، ونظام انتخابي ديموقراطي، وانتشال البلد من وحل الفساد. لكن الصحيح أيضا أن الثقة الشعبية، والاستقرار السياسي والاجتماعي، واحترام الرأي والرأي الآخر ضرورات ملحة لأي مشروع إصلاحي حقيقي.
فكيف نتكلم عن تعديلات وإصلاحات ذات سقف عال، ونحن نعيش حالة من الانقسام، والعناد والخصام السياسي، وإقصاء الآخر؟! وإلى هذه اللحظة لا نعرف ولم نستمع إلى الآراء الدستورية تجاه تلك الأفكار والمشاريع، ولا إلى الرأي العام الكويتي ومدى تعاطيه معها.
فالإجماع الوطني والخروج بصيغة توافقية من البديهيات للتحضير لأي مشروع سياسي أو تنموي، وهذا هو مطلب جميع المخلصين لهذا الوطن.
كل الفرقاء قادرون على الحشد، المطلوب حد أدنى من الإيثار ونكران الذات، ولا أحد يغلب أحدا، الوطن للجميع، والحوار يجب أن يتسع للجميع.. والدستور منارة للكويت ولجميع الكويتيين.
تعليقات