حكومتنا مشكوك في رشدها.. هكذا يعتقد جعفر رجب
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2014, 12:59 ص 883 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / شرفاء روما بنوا البلد
جعفر رجب
كلما لاح في الافق قافلة سرقة جديدة يقوم بها عصابة اللصوص متجهين الى كهوفهم لتقسيم مسروقاتهم، وكلما تعالى الغبار واختنق الناس بفعل حرمنتهم... صرخوا مستنجدين «اللصوص يا صاحب الشرطة، العيارون والشطار ايها المحتسب... انجدونا، لقد سرقوا الكحل من عيون نسائنا، والحليب من افواه اطفالنا، والدشاديش من على اجسادنا...» عندها يقف شاهبندر التجار، مسخر العبيد وناهب الاحرار، وسارق الدار والجار وابن عم الجار... مصرحا معترضا مستنكرا «التجار هم اهل الدار، وهم من عمروا الديار، فلا تسمعوا لاهل الدف والطار، الحاسدون لمالنا والاشرار»!
ولا يقصد بالتجار من كان بقالا في «جبلة»، او يبيع الاخشاب في «شرق»، ولا يقصد بمن عمروا الدار، القلاف، والبناء، والصفار، والحداد، والنجار، والخباز، ومن تشققت ايديهم بحبال الغواصين، ولا الرجال الذين ابتلعهم البحر... بل يقصد التاجر المؤسس، الذي كان يرهن بيوت الغاصة الفقراء، ثم يسلبهم لآلئهم ومساكنهم وحتى اولادهم، يقصد ذلك الجشع الذي كان يحسد الفقراء على لقمتهم، ويحسدهم الان على شققهم المعلبة.
لا يقصد بالتجار من جمعوا الفلس على الفلس، ومن كافحوا وتعبوا وخسروا حتى وصلوا، فهؤلاء نصابون حيالون يغسلون الاموال ويبيعون المخدرات... التاجر الحقيقي عنده من ولد وفي فمه ملعقة من مناقصة حكومية، وعلى كتفه شامة نبوءة بمشروع ملياري، ومن يحمل على صدره نياشين الاقطاعيين الاوائل، عفوا... ليس كل الاوائل اوائل، فهناك من يحمل في دمه سلالة الملوك من آل بطرسبرغ، و هابسبورغ، واولندبروغ... هم اشراف القوم وسادتها، والبقية عبيد وخدم وصبيان وان ملكوا الاموال!
يقصدون بالتجار، من احتكر برنا وبحرنا، اكلنا وشربنا، حلنا وترحالنا، يسلبنا ثم يتمنن علينا بان جد جده بنى مدرسة ليعلم بها اولاده، ومسجدا ليصلي الناس خلفه، يزعم انهم حواريي المسيح ونحن «الهيلق» لسنا سوى يهوذا الذي يريد صلبهم، ويوهمنا بانه حفيد الثوار، وهم عندما «ثاروا» على السلطة لم يثوروا حبا في الحرية، ولا عشقا في حقوق الناس، بل كان كل همهم ومازالوا ان يشاركوا في النهب، وان يعدلوا فيما بينهم في توزيع الثروات، بدلا من ان يأخذها الاغراب وبقايا الاعراب، وصلنا الالفية الثالثة، وما زالوا كالباشوات يتحدثون على طريقة ماري منيب «نحن عائلات شريفات ما نحبش حرافيش فقيرات»، ولا ينقصهم سوى ان يطالبوا بحق ليلة الدخلة كما الاقطاعيين في العصور الوسطى.
حكومتي الرشيدة، وان كنت اشك في رشدكم، اعطوهم ما دفعوه للبلد اضعافا مضاعفة، وان كنت اشك انهم دفعوا فلسا لوجه الله، و«فكونا» منهم، وان كنت اشك باننا سنفتك!
تعليقات