كيف نشد الأحزمة ونحن نرى الأموال تحرق حرقاً؟!.. وليد الجاسم مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 824 مشاهدات 0


الوطن

حزام للبطن.. وحزام للخصر

وليد جاسم الجاسم

 

انهالت قبل أيام تسريبات من وزارة المالية وبعض مسؤوليها على الصحف في حركة ذكية استباقية حذّرت فيها الحكومة على لسان مصادر (معروفة طبعاً ولكنها دون اسم) من الخلل في الموازنة العامة للدولة والخلل في ميزان المصروفات وزيادة معدلات الإنفاق على معدلات الناتج المحلي.
بعد يومين من هذه «الفرشة» المناسبة في معظم الصحف، جاء بيان مجلس الوزراء الحاث على ترشيد الإنفاق والدعوة الى تحديد ما يمكن الاستغناء عنه من المصروفات وضرورة ضبط الزيادة في الإنفاق، مع التكرار «الممل» للديباجة المتذاكية التي مللنا من سماعها والتي تقول «مع عدم المساس بفئات الدعم للدخول المتوسطة والمحدودة».
بالمقابل، فإن بعض السياسيين الذين ساندوا النظام في فترة الحراك كانوا ينتظرون من الحكومة التفاتة تبيِّض وجوههم لدى جماهيرهم، ولهذا نلاحظ تواصل وتتالي الدعوات الى رفع بدل الإيجار من 150 ديناراً الى 250 أو 350 ديناراً، ورفع القرض الإسكاني من 70 ألف دينار الى 100 ألف دينار وزيادة الدعم على مواد البناء وزيادة بدل علاوة الأبناء.
طبعاً، الحكومة الحالية شأنها شأن حكومة الشيخ ناصر المحمد في بداياتها، استعانت بذوي الأصوات العالية والكلمات المنمقة ممّن يرحبون كل الترحاب بموازنات مليارية لدعم الاقتصاد والتجارة والبورصة والعقار بينما نسمع منهم مناحات ولطميات.. وأحياناً يبدأون شقّ الجيوب ولطم الخدود وربما يصبغون وجوههم بدهانات الهنود الحمر ويقرعون طبول الحرب إن خصصت الحكومات بعضاً من الفتات الملياري.. الى سائر أبناء الشعب!
شخصياً.. لست من أنصار المشاريع الشعبية وقوانين توزيع المنح والهدايا والأموال دونما ضوابط اقتصادية ملائمة ونظرة الى المستقبل معاكسة لنظام «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»!
ولكن.. إذا انضبطنا كشعوب كيف نضمن أن الحكومة – غير الرشيدة - ستنضبط؟.. إذا شددنا الحزام كيف نضمن أن بطونكم سوف تشدها أحزمة أيضاً؟.. التجارب لا تبشّر بالخير ولا تدفعنا الى حسن الظن، ودائماً تثبت أن ما توفرونه من قوت الشعب يتم صرفه والقضاء عليه بطريقة (مال البخيل ياكله العيّار).
كيف تقنعوننا بأن نشد الأحزمة ونحن نرى الإيداعات المليونية؟ كيف نشد الأحزمة ونحن نرى الأموال تحرق حرقاً؟.. فهذا استاد جابر لم يفتتح وهو مثل كرة اللهب يتقاذفون الاتهامات حولها.. وهذا مستشفى جابر ينفجر ماؤه.. وهذه شوارع تنجز بأرقام فلكية، وتلك أرصفة تستبدل سنوياً دونما مبرر، وتلك دوارات تُملأ بالسجاد البلاستيكي الأخضر الذي يكلف لكل دوار عشرات الآلاف بدعوى توفير المياه!! يخرب بيتكم.. أحط خمسين ألفاً كاش عشان أوفر ماي بألف دينار؟!
كيف تقنعوننا أن نشد الأحزمة والاسفلت ينسلخ ويعاد رصفه سنوياً؟ كيف نشد الأحزمة والمساعدات الخارجية لا تقف ولا تهدأ؟.. كيف نشد الأحزمة والمليارات تدفع بدم بارد للداو وغيرها؟.. كيف نشد الأحزمة ونحن نرى المليارات أيضاً تصرف لدعم التجارة الفاشلة غير القادرة على الإنتاج وخلق قيمة عمل حقيقية في الكويت وغير القادرة على استيعاب العمالة الوطنية؟
اربطوا الأحزمة على بطونكم أولاً.. واربطوها وأحسنوا شدها على بطون (بشمت) من كثرة الدعم.. وسنربطها مثلكم.. أما أن نربط الأحزمة على بطوننا تقشفاً ونحن نشاهد من يربطون الأحزمة على خصورهم برعايتكم لزوم الرقص في حفلات البذخ من كثرة ما أعطيتموهم فهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق.
أكرر.. إنها ليست دعوة للصرف وليست دعوة لفتح الخزائن والانسياق وراء الدعوات للقوانين الشعبية، ولكنها دعوة للعدالة.. دعوة للعقل.. اعقلوا.. والتزموا أولاً بما تريدون من الناس أن يلتزموا به.. وليكن شد الأحزمة جماعياً.
٭٭٭

سالم العبدالعزيز.. حسافة عليك

رائع جداً وموضوعي ومنطقي ويراعي أسس العدالة والحاجة الحقيقية.
هذا باختصار وصف المقال المحترف الذي خطه نائب رئيس الوزراء وزير المالية السابق (المعتذر) الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، والمنشور أمس في الزميلة (الراي).
والحقيقة.. ان رجلاً بهذه المهارة وهذا التميّز من الطبيعي وفق الأوضاع المقلوبة رأساً على عقب في بلادنا أن ترحب الحكومة باعتذاره.. بينما المنطق كان يفرض التمسك به والضغط عليه وإجباره إن لزم بأن يواصل الطريق.
حسافة عليك.. والله حسافة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك