هيبة الحكومة في استقلال قرارها.. برأي خالد الطراح
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2014, 12:28 ص 394 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / هيبة الحكومة: المكونات
خالد أحمد الطراح
*قوى سياسية محددة تؤثر في التشكيل الوزاري!
من المكونات الرئيسية لهيبة الحكومة أن يكون قرارها مستقلا وحازما لا يتأثر بالضغوط الخارجية أو بالمحيط القريب من رئيس الحكومة، سواء من الأصدقاء أو أهل الثقة الذين لهم في نهاية المطاف مصالح مرتبطة بسياسات الحكومة والتشكيل الوزاري.
الآن بعد عودة التشكيل الوزاري «الجزئي» الذي كان متوقعا أن يكون مختلفا عن التشكيلات الوزارية السابقة، بسبب حجم التحديات السياسية ومتطلبات العمل التنموي، نجده (التشكيل) يضم شخصيات، ومع كل الاحترام والتقدير لهم، كان لسمو رئيس الحكومة شخصيا أكثر من موقف وتحفظات أيضا ورأي بأنهم (الوزراء العائدون) لم يقدموا سابقا شيئا ملموسا يجعلهم محط الأنظار، الأمر الذي يقودنا إلى التساؤل حول المبررات التي قادت إلى هذا «التعديل الوزاري الجزئي»، وعودة من كانوا بالأمس محل ملامة وانتقاد من قبل الحكومة نفسها!
أما بالنسبة إلى ما تردد عن وجود اعتذارات كثيرة، فإنني لا اتفق مع هذه الأعذار والآراء، وأجد فيها مبالغة، فإذا كان صحيحا كثرة الاعتذارات بالحجم الذي صورته الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر، فمعنى ذلك أننا أمام أزمة ثقة حقيقية بين الشعب والحكومة! وأن هناك غالبية كبيرة لا تحبذ التوزير! ولا أظن في ذلك صوابا، إلا في حال أن عرضت الحكومة عدد الذين عرضت عليهم الوزارة، وأسماءهم حتى نتعرف على اتجاهات الرأي، وهو أمر مهم للغاية من الناحية السياسية والاجتماعية.
ولعل أبيات الشعر التالية توصل الرسالة، وتعبر عن رأي في التطورات الأخيرة بصورة لائقة:
الشافعي:
إذا حار أمرك في معنيين
ولم تدرِ أين الخطأ والصواب
فخالف هواك فإن الهوى
يقود النفوس إلى ما يعاب
وقد نَعَى الغزالي على الذين لا يستمعون إلى النصح، ولا يعملون بالنصيحة، فقال:
غَزَلْتُ لهم غزلا رقيقا فلم أجد
لغزليَ نساجا فكسّرتُ مغزلي
ومع ذلك ذم الشعراء العجز وإلقاء اللوم على صروف الزمان، ومن هؤلاء الرياشي إذ يقول:
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصتِهِ
حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القَدَرا
استنتاج: شخصيات محددة تشكل قوى سياسية قد تكون ذات مصالح مع الحكومة ومقربة من سمو الرئيس تؤثر في التشكيل الوزاري، والله الحافظ من القادم!
وللحديث بقية عن التعديل الجزئي!
تعليقات