مكان مولانا جلال الدين الرومي ليس بيننا.. جعفر رجب مؤكداً
زاوية الكتابكتب يناير 12, 2014, 12:42 ص 1065 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / اعتذار للمدعو جلال
جعفر رجب
حقا قال النائب «الجبري» بحق المدعو «مولانا» جلال الدين الرومي، من انه ينشر الخزعبلات، ويخالف قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الكويتية، وخيرا فعلت الحكومة الذكية بسرعة تحركها لمنع هذه الندوة التي كانت تهدد الامن القومي للمنطقة، وبالفعل مولانا جلال الدين الرومي ليس مكانه بيننا، ولا ثوبه من ثوبنا ولا تقاليده من تقاليدنا..
«مولانا» كان الملك الوحيد الذي فاض عليه عشقه واشعاره هو من فاض على هذا الكون بالوجود، وفاض على الوجود جماله، وقال كن فيكون، لم يكن يوما جليسا للسلاطين، ولا نديما للوزراء، ولا مهرجا للولاة... وعاداتنا ان شعراءنا طبالون زمارون يبحثون عن حضن دافئ عن شيخ، ومقعد عن صاحب جاه، ومنصب عن متنفذ، وكيس من النقود ترمى امامه عند صاحب ولاية... وخير شعرائنا الشحاذون الكداؤون على ابواب الملوك والامراء!
«مولانا» كان عاشقا، كان الحب نحو الله والكون والانسان محور حياته، دار قلمه كما تدور الافلاك في السماء، ما كان يوما كارها للناس، ولا قاتلا، ولا مكفرا، بل كان يسير وينثر من بذور الحب من «بلخ الى قونية»، دون ان يكترث بصراعات المذاهب وصغار العقول... وهذا يا سادة مخالف لـ «تقاليدنا» التي تدعو الى كراهية كل شيء، لدرجة ان الواحد منا يبدأ يومه بممارسة الكراهية امام المرآة، فكل ماحوله كريه، وكافر، ودخيل، وساقط، ودون... وهو وحده الاعجاز السماوي على الارض، تقاليدنا تبدأ بكراهية الذات الى سابع جار، تبدأ بالتكفير ولا تنتهي بقطع الرؤوس، فكيف تريدون ان تدخلوا مثل هذا العاشق الى بيوت تربى في اعشاشها الكراهية!
«مولانا»صاحب حكمة نورانية، لخص حكمة وسحر الشرق كله في اشعاره... وهذا مخالف لاعرافنا وقيمنا التي تحارب السحر والسحرة، فقيمنا بيوت خرسانية، وعقول من الاسمنت، وقلوب من الحديد الصدئ، لا نخضع لحكمة ولا تلين ولو وقفنا على نهر الرحمة، وحكمته مخالفة لمنهج الغباء الذي نسير عليه ونمد له ايدينا «وكم من ابليس له وجه آدم» ونحن نمد ايدينا اليه، ونرفعه فوق اكتافنا، ونضحي من اجله.
قال مولانا «هذه الدنيا كالجبل، وافعالنا كالنداء، ويرتد الينا من هذا النداء الصدى» ويا سادة، نحن من انتخب ونحن ومن اختار، وما تسمعونه صدى لاختياراتنا، فان اردتم ان تسخروا، فاسخروا من انفسكم، ذلك أحق وأصدق!
تعليقات