الحصى بشوارع الكويت

زاوية الكتاب

الزيد: لسان حال الحكومة 'تحلطموا.. ونحن سائرون بطريقنا'

كتب 2389 مشاهدات 0

من الأرشيف

الحصى الطائر .. ظاهرة كويتية

زايد الزيد

يلاحظ الجميع هذه الأيام أن الكل بات يشتكي من تطاير الحصى في الطرق السريعة ماتسبب باتلاف الكثير من السيارات العابرة وتحطم زجاجها الأمامية ، وذلك لسببين :

الأول: يعود لرداءة الاسفلت المستخدم في تعبيد شوارعنا وهو ماكشفته الأمطار سريعاً ، والسبب الثاني يعود إلى سماح وزارة الأشغال للشركات الفائزة بصيانة الطرق وتجديد بعض طبقات الاسفلت فيها أن تقوم بأعمالها على الطريق كله وليس العمل بطريقة صيانة حارة واحدة من الطريق ، بحيث لايتم الانتقال الى صيانة الحارة الثانية إلا بعد الانتهاء من الحارة الأولى ، وهكذا حتى ينتهي العمل من صيانة وتعبيد حارات الطريق كله ، كما هو معمول في الدول المحترمة بالعالم كله ، أو كما هو معمول به سابقاً عندنا في الكويت ، ولكنه الفساد ، قاتله الله وقاتل معه الفاسدين ، اذهب إلى أي دولة محترمة لتشاهد انه لايمكن السماح للسيارات بأن تسير على طريق قيد الصيانة ، ولكن عندنا الوضع مختلف تماماً ، فلأن الفساد  بات يزحف على كل شبر ومجال في البلد بشراسة غير معهودة من قبل إلى درجة تشعرك بأن الفاسدين ربما يملكون معلومات عن زوال الكويت - لاسمح الله - فيسارعون كالمسعورين لالتهام أموالنا وأموال أجيال من بعدما مااستطاعوا إلى ذلك سبيلا ، لأن وضع الفساد هو هكذا عندنا ، فأضحى من الطبيعي أن نشهد تجليات مظاهره بأبشع مايكون .

الطامة الكبرى أن كلفة الكيلومتر الواحد في الطرق بالكويت سواء كان انشاء جديداً أوصيانةً يبلغ أضعاف مثيله في دول الغرب ، بل وحتى في بعض الدول المحيطة وبمواصفات أكثر جودة في الثانية ! والمشكلة اننا من أكثر الشعوب سفراً ونجوب العالم شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، بشكل دائم سواء للدراسة أو للسياحة أوللعلاج ، ومعظم تلك الدول تمتاز بوفرة الأمطار الغزيرة التي تهطل عليها معظم أيام السنة ، ومع ذلك فلم يشهد أحد حدوث مثل ظاهرة تطاير الحصى !   ان الميزانية السنوية المرصودة في وزارة الأشغال لـ ((صيانة)) الطرق ميزانية ضخمة وأزعم انها تكفي ل(( انشاء )) طرق جديدة وليس لصيانتها ، وسأحاول مستقبلاً أن أجمع القدر الكافي من المعلومات عن هذه الميزانية ومقارنتها في دول اخرى حتى نبين حجم الفساد الهائل الذي يمارس في وزارة الأشغال في موضوع صيانة الطرق .  

ومع كل ماجرى ويجري ، تتم عملية تثبيت وزير الأشغال عبدالعزيز الابراهيم في منصبه في التشكيل الجديد للحكومة ، وكأن الحكومة تريد أن تقول لنا : انت تتحلطمون ، ونحن سائرون في طريقنا.

النهار- مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك