سعادة السفير الفريق علي محمد المؤمن

محليات وبرلمان

من أغنية 'أبو ردين ' إلى مركز العمليات الإنسانية إلى المنطقة الخضراء ببغداد

5155 مشاهدات 0

علي المؤمن في صورة تذكارية




 
 
أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح يوم أمس إن مرسوما أميريا سيصدر قريبا بتعيين الفريق علي المؤمن سفيرا لدولة الكويت في بغداد، وفي الوقت نفسه رحبت الخارجية العراقية بإعلان دولة الكويت عن تعيين المؤمن .  الاهتمام الذي أظهرته وسائل الإعلام العربية و العالمية بهذا الخبر مرده رغبتها في إنهاء العزلة الدبلوماسية العربية عن بغداد كما جاء في صحيفة الغارديان اللندنية Guardian يوم أمس 17 يوليو2008م www.guardian.co.uk/world/feedarticle/7658069   لكن الاهتمام بهذه الخطوة رافقها اهتمام في وسائل إعلام أخرى بشخص السفير نفسه.
 
حتى يمكننا استشراف المرحلة المقبلة من العلاقات الكويتية العراقية،يجدر بنا أن نتعرف على رجل الكويت القادم في بغداد . حيث يعتقد الكثير من المراقبين أن العراقيين يعرفون الفريق علي المؤمن أكثر من الكويتيون أنفسهم. وفي ذلك قدر يسير من الصحة، فالمتتبع للأخبار الصحفية الواردة من العراق يجد أنه لاتمر فترة إلا وهناك خبر عن  مركز العمليات الإنسانية الكويتي الذي يقود عمله الفريق علي المؤمن الذي أنشئ عام 2003  وتركز دوره في تقديم المساعدات الإنسانية للعراقيين من منطلق وطني وعربي وإسلامي ، حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر ما قاله أطباء وأكاديميون عراقيون، من أن الكويت من خلال المركز هي أول من مد يد العون إلى الشعب العراقي، ولعل مرد ذلك هو ان المركز كما جاء على لسان رئيسه في محاضرة بعنوان 'جسر المساعدات الكويتي لعراق جديد' في مارس الماضي' تمكن من جمع مليار دولار أميركي منذ إنشائه، وبلغت نسبة المساعدات الكويتية 30% من هذا الرقم، كما قام بالتبرع بثماني وحدات توليد كهرباء ومثلها لتنقية المياه.      كما قام بتدريب 200 مواطن عراقي ليعملوا في المجال الصحي، و قام بعلاج اكثر من 500حالة خارج العراق، وبتوفير تجهيزات طبية من الكويت الى الفلوجة والنجف.
واضاف ان تبرعات الكويت للنجف بلغت خمسة ملايين دولار، لمعالجة آثار الاشتباكات وأيضا لمساعدة أبناء وأرامل الشهداء وإضاءة الشوارع وتوفير عدد من الوحدات السكنية، كما قام المركز بشراء 34 سيارة اسعاف وخمسة آلاف كرسي للمعاقين بالإضافة الى توفير الأطراف الصناعية'
 
 وقد قال  الاعلامي العراقي زهير الدجيلي  في Jul 21, 2004  إن جهود المؤمن وفريقه أسست لسفارة شعبية بين البلدين قبل ان يعود التمثيل الدبلوماسي بينهما، ومن الجميل في هذه العلاقة ان الكثير من العراقيين باتوا يعرفون الفريق المؤمن اكثر من معرفتهم بوزراء في حكومتهم، ولو كان علي المؤمن عراقيا لانتخبوه، على حد قول بعضهم. وأضاف الدجيلي إن قوة المركز هي في  حياديته وتمسكه بالاعتبارات الإنسانية العامة دون غيرها من اعتبارات ، فوصول المساعدات الإنسانية الكويتية الى مدينة الفلوجة التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإسلامية والى مدن الشيعة في الجنوب، و مدن الاكراد في الشمال، ومثلما وصلت الى مجتمعات مسيحية في العراق و مجتمعات سنية في الوسط وفي غرب العراق خيرمثال على حياديته وتمسكه بالاعتبارات الانسانية العامة .
 
المؤمن كما عرفه الكويتيون .
 
حين توقفت قوات الجنرال شوراسكوف خطوة واحدة في عام 1991م عن إسقاط الطاغية صدام ، خلفت بذلك القصور هما استراتيجيا على عاتق الكويت ،استنفذ خلال 13عاما الكثير من الجهد العسكري.  وقد كان الفريق الركن علي محمد المؤمن هو رجل تلك الحقبة رئيسا للأركان العامة للجيش الكويتي خلال السنوات الصعبة 1993-2003م، والتي التي وصلت ذروتها عندما زج صدام بقواته مرة أخرى في مغامرة غزو للكويت عام 1994بذريعة إلغاء الخطر المفروض عليه من الأمم المتحدة؟       
 الفريق علي رجل تشرب العسكرية من مناهلها في المملكة المتحدة شابا، والتي التي عمل فيها لاحقا في المكتب العسكري في سفارة الكويت في لندن.أما رجاله القدماء فيتذكرون أنه قادر أن يكسب احترام أشد مناوئيه تطرفا. كما قالوا أنه رجل مبادئ يتمسك بها ، ومن ذلك  أنه كان قائد القوات الكويتية التي هبت لنجدة اخواننا في سوريا إبان حرب 1973م. وقد تجلى أيمانه بمبدأ المشاركة الفعلية في العمل القومي ان الإخوة السوريين كلفوا قوته المجحفلة البالغة 3000 رجل بواجب الدفاع عن العاصمة دمشق، وكانت مواقعهم في منطقة السيدة زينب ، إلا أن المقدم الشاب علي المؤمن رفض ذلك من منطلق أننا جئنا لنقاتل على الجبهة مباشرة . ونتيجة لإصراره تحقق له مايريد، حيث نقلت القوات الكويتية إلى سفوح جبل الشيخ الباردة جدا والقاسية على أبناء الكويت . لكن القوة الكويتية أصبحت حديث كل القوات العربية على الجبهة في وقت قصير . ومرد ذلك أنها كانت تملك المدفع الفرنسي جي 3 ،وكانت القوات العربية عندما تتعرض لقصف  المدفعية الإسرائيلية الشرسة قبل وصول القوة الكويتية ،تضطر للتخندق في الظلام والغبار تحت الصوت المرعب والشظايا القاتلة لأيام عدة ،لكن المدفعية الكويتية أضاعت التفوق المدفعي الإسرائيلي، وجعلت الصهاينة يتخندقون لأسابيع عندما يقصفهم  المدفع الكويتي 'أبو ردين' كما سماه الجنود العرب تشبيها له بصوت تلك الأغنية الشجية الشهيرة في السبعينات . أنظر :
http://7pq8.com/vb/showthread.php?t=2529
 
لاشك أن مهمة أي سفير أخر في أي قطر من أقطار العالم هي نزهة مريحة ،ومظاهر تشريفات احتفالية وحضور معارض وحفلات استقبال في فنادق كبرى ،لكن مهمة (أبو محمد ) سوف تكون مختلفة جدا ، متمنين للفريق الركن السفير علي المؤمن كل توفيق في بناء علاقات كويتية عراقية تقوم على الاحترام  المتبادل بين الطرفين .
 

كتب : عمر عدنان -الكويت

تعليقات

اكتب تعليقك