في ختام ورشة 'احنا نحميها...' تفاعل معها 100 مشارك
محليات وبرلمانجمعه: التاريخ يشهد لطلبة بدورهم في قضايا المال العام وتشريعاتنا لا تواكب العصر
يوليو 18, 2008, منتصف الليل 429 مشاهدات 0
اختتمت يوم الخميس ورشة عمل 'احنا نحميها...' التي نظمتها الجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام بالتعاون مع رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ورابطة طلبة كلية العلوم الإدارية والاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم المحاضران في اليوم الثاني التطور التاريخي للدفاع عن المال العام، إضافة إلى فتح باب النقاش حول كيفية التصدي للتعديات على المال العام.
وقال المحاضر أنور جمعه إن هناك مرحلتين مر بهما المال العام، فمرحلة ما قبل الدولة الحديثة تميزت بانحسار الدفاع عن المال العام من خلال الحروب والتصدي للمعتدي العدو الخارجي، بينما كان في ذات الوقت تستبيح بعض الطبقات العليا كالملوك ورجال الدين والإقطاعيين وزعماء الطوائف والفئات الاجتماعية التعدي على المال العام وتعتبره جزءا من ممتلكاتهم الخاصة.
وأضاف جمعه إن مرحلة ما بعد الدولة الحديثة تميزت بإحساس الشعوب بحقهم في الدفاع عن أموالهم، وهو ما يتمثل بظهور المجالس الشعبية والتطور السياسي الذي شهدته على سبيل المثال أثينا وروما، بالإضافة إلى ظهور النقابات والحركات الشعبية التي بدأت تطالب بتوزيع عادل للثروات ومحاسبة من يستغل أموال الدولة.
وأشار إلى أن من ضمن المؤسسات والجهات المعنية في الدفاع عن المال العام، مؤسسات،المجتمع المدني والنقابات العمالية والاتحادات الطلابية إضافة للأحزاب والتجمعات السياسية والنقابات المهنية المتعددة، كما أن للمجالس البلدية والمجالس التشريعية دور هام، إضافة إلى الجهات الرسمية المكلفة بمراقبة وتدقيق حسابات الدولة مثل ديوان المحاسبة في الكويت.
وذكر إن أشكال التعديات على المال العام كثيرة ومتعددة، وربما يرى البعض أن أمور مثل تخريب طاولات المدارس أو الكتابة على الجدران أمور بسيطة لا تندرج تحت التعديات على المال العام لكنها في واقع الأمر تعدي صارخ وخطير على المال العام، واستخلص جمعه أهم انعكاسات التعدي على المال العام حيث اعتبرها آفة تهدد الكويت ومستقبلها، وقال إنها نوع من الهدر في ثروات البلدان وتعرقل التنمية وتتسبب في عرقلة الحراك الاجتماعي وتؤدي إلى نوع من عدم الثقة وضعف الإيمان بالنظام السياسي والاقتصادي، وضعف في تفاعل المجتمع مع قضاياه، كما أنها تسبب إحباطا عاما وفساد أخلاقي وانهيار للعديد من القيم.
واعتبر جمعه أن غياب الحياة البرلمانية وتهميش الحرية الصحافية في الكويت على مر التاريخ، ساهم في التعدي على المال العام في ظل غياب الدور الرقابي والتشريعي على المال العام وقال إن للتجمعات السياسية دور تاريخي في التصدي لقضايا المال العام مثل حركة القوميين العرب وكذلك لبعض الكتاب في الصحف كما كان للنقابات العمالية وللقوى الطلابية الوطنية دور فعال في ذات الاتجاه، وقال جمعه إن القوانين المنظمة لحماية المال العام لا تواكب العصر وفيها من القصور ما يساهم في عدم محاسبة المعتدين على مال العام، مستشهدا بذلك بسرقات القرن التي لم تشهد تقديم أي مسئول للمحاسبة وعدم ظهور أي حكم قضائي ضد أي متهم حو المال العام، وقال إنه ينبغي تنظيم مؤتمر وطني يضم كافة الفئات الشعبية والأطياف السياسية، خاصة وأن قضية الدفاع عن المال العام مسؤولية جماعية لا يجب التخلي عن تلك المسؤولية الوطنية.
ومن جانبه قال المحاضر في ورشة العمل أحمد العبيد في رده على تساؤل أحد المشاركين، إن الجمعية كانت مقصرة في التسويق لأهدافها ودورها، ووعد العبيد إن هناك تحرك إعلامي وحملة ستكون كفيلة بتسويق الجمعية لأهدافها مطالبا بنفس الوقت تفاعل فئات المجتمع وخاصة الشباب بحرصهم على تبني قضية مثل قضية الدفاع عن المال العام، وأشار إلى أن تاريخ حركات الطلابية في العالم شهد تحولا جذريا في تغيير الأنظمة الحاكمة والحركة الطلابية في الكويت كانت لاعبا أساسيا في تحريك الشارع، وحملة نبيها خمسة إحدى الأمثلة الواضحة على التأثير على أصحاب القرار والامتثال لمطالبهم.
وقام ممثلو الجهات المشاركة بتسليم شهادات المشاركة على الحضور، وقدمت رابطة طلبة الخليج للعلوم والتكنولوجيا هدية رمزية عبارة عن لوحة كاريكاتيرية حول المال العام لاقت استحسان الحضور، وهذا وبلغ عدد المشاركين في ورشة العمل 100 مشارك التي امتدت على يومين واستضافها جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا.
بن غيث: الحملة ليست ردة فعل
وعلى هامش ختام الورشة قال رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام بدر بن غيث، إن نجاح ورشة 'احنا نحميها...' وتفاعل هذا العدد الكبير يدل على حرص منظموها على المساهمة في خدمة قضايا المال العام واستيعابهم لضرورة زيادة الوعي بثقافة الدفاع عن المال العام، وأضاف إلى أن حملة احنا نحميها تقدمت خطوة إلى الأمام ولا يزال هناك العديد من التحركات الجادة لتحقيق الهدف من الحملة، وذكر بن غيث إن احنا نحميها عبارة عن فعل وليست ردة فعل، وأن باب المساهمة في هذه الحملة مفتوح لكافة الهيئات والأفراد موجها الدعوة لقطاعات الشباب والمؤسسات الطلابية إلى ضرورة التحرك في هذا السياق، وختم بن غيث حديثه شاكرا المشاركين في الورشة والجهات الطلابية المساهمة مع الجمعية.
تعليقات