'بالمشمش'.. علي الذايدي معلقاً على تصريحات منافسة الكويت لدبي

زاوية الكتاب

كتب 770 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  قال مركز اقتصادي.. قال

علي الذايدي

 

في احدى السنوات جاء وفد اقتصادي يمثل احدى الشركات العالمية العملاقة في زيارة للبلاد بهدف دراسة إنشاء فرع للشركة في الكويت ، ولكن بمجرد دخول الوفد للمطار للمباشرة بإجراءات الدخول ،  ألغوا كل المشروع وقرروا العودة لبلادهم بعد أن علموا ان الكويت لا تصلح للإقدام على مثل هذه الخطوة.

أتعلمون ما السبب وراء إلغاء الفكرة؟

أثناء دخولهم المطار شاهدوا رجل أمن يدخن السجائر وهو يتجول في أروقة المطار على الرغم من أن إعلانات عدم التدخين تملأ الصالة ومعلقة على جميع الجدران، فأدركوا أن الرجل المسؤول عن تطبيق القانون هو أول من يكسره، وعندها خاب ظنهم في جدية تطبيق القانون في البلاد عادوا لبلادهم وخسرت الكويت فرصة اقتصادية كانت ستعود عليها بالمنفعة والفائدة.

كلنا نعلم مدى حساسية الغربيين تجاه تطبيق القانون، وهم لا يتساهلون في ذلك،  ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن وفدا ألغى فكرة إنشاء مشروع اقتصادي ضخم بسبب رجل أمن يدخن في المطار فما الذي سيفعله هؤلاء الاقتصاديون اذا علموا أن الحسابات المصرفية لشخص ما،  عرضة للنشر والاطلاع من قبل الجميع ؟

إن الاقتصاد العالمي قائم على المنافسة ،  والمنافسة تعني السرية والتكتم ،  وخصوصية العملاء والشركات شىء بديهي في عالم الاقتصاد ولكن يبدو أن مؤسساتنا المصرفية تعيش في بعد آخر ليس له علاقة مع هذا العالم.

ولأبين لكم أهمية السرية في عقلية الاقتصاديين الأمريكيين سأضرب لكم المثل التالي.

حاولت أجهزة المخابرات الأمريكية الاطلاع على البيانات المصرفية لبعض المسجونين في قضايا إرهابية في سجون غوانتانامو لكي يتتبعوا الأموال الموجودة في الحسابات ومعرفة من كان يمول هؤلاء،  ولكنهم فوجئوا أن جميع البنوك قد رفضت الطلب، فسرية حسابات العملاء شىء مقدس لا يمكن مساسه او التفاوض حوله،  ولم يستطيعوا الولوج لهذه الحسابات إلا بعد شهور طويلة من الجلسات في المحاكم الأمريكية والتي تمكن رجال السي آي اي من إقناعهم أن الاطلاع على هذه الحسابات سيساعد أمريكا في معركتها ضد الإرهاب.

أما في الكويت فيكفي أن تعرف احد العاملين في البنك وسيعرض عليك أرقام الحسابات والأرقام السرية وحركة الحساب وقد يخبرك أيضا ماذا أكل العميل على الغداء وأين سيمضي ليلته غدا،  ولم لا ،  فالجدية والحزم في تعاملات القطاع الحكومي أو القطاع الخاص مفقودة ولا تعطى حقها من التقدير .

واسمحوا لي بهذا السؤال،  بالله عليكم من هو رجل الأعمال المجنون الذي سيفكر بالاستثمار في بلد لا تستطيع بنوكه المحلية تطبيق أبسط حقوق العملاء وهي سرية الحسابات.

ثم يأتي أحد المسؤولين بكل جرأة ويحدثنا عن منافسة دبي، وطريق الحرير، والمركز الاقتصادي العالمي.

بالمشمش!!

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك