هل أصبح الشتم باللغة الفصحى جائزاً وبالعامية قبيحاً؟!.. جعفر رجب متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1310 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  أخلاق الكفار

جعفر رجب

 

عندما نتحدث عن الدين فإننا نتحدث عن القيم والأخلاق، وعندما نتحدث عن الانسان المتدين، أو رجل الدين، فإننا نتحدث عن الانسان الملتزم أخلاقيا، والذي يحسب للكلمة ألف حساب قبل ان يخرجها، يتقي زلات اللسان لأنها مدخلة للنار، ولهذا يفترض ان يكون خطابه الاجتماعي والسياسي على مستوى عال من الاخلاق.
لا أعتقد ان هناك من سيختلف معي فيما ذكرت «ولكن»، وتبا لهذه الـ «لكن» التي تقف فجأة أمامنا وتذكرنا بأن ليس كل ما يفترض ان يكون سيكون، فما سبق هو مجرد افتراض أو أقرب الى الحلم، خاصة عندما نتحدث عن الخطاب السياسي للتيارات الدينية، أو من خلال - غالبية - أيقوناتها الفكرية التي تسطر بها المقالات الفاضحة في الصحف.
راقب وبصورة سريعة ومن دون تدقيق المصطلحات المستخدمة في الخطاب أو النقاش، أو في نقد فكرة أو شخص ما، وتستغرب لحظتها لماذا لا يوضع على المقال اشارة +18.
يريد المفكر الاسلامي ان يتحدث وينصح بالحجاب، فيكتب «انها ثقافة العري» انها «نخاسة جسدية» و«انها متاجرة بجسدها»... كل هذه المصطلحات وغيرها فقط لأن الأخت قررت ألا تتحجب، أو انها محجبة وفقا للطريقة الكويتية!
يريد ان يصنف فئة معينة فيكتب «انهم ابناء المتعة» فيرد عليه المعارض «وانتم ابناء المسيار» لا شيء إلا لأن هناك خلافا مذهبيا بين الطرفين، ورغم ان الخلاف مذهبي عقائدي حول أصول الدين وفروعه، وأي المذهبين أقرب للحق والقيم الأخلاقية العليا، إلا ان الحوار يتحول من الأسفل أخلاقيا!
يريد ان يحلل التاريخ وشخصياته، ورؤيته فيكتب، فلان كان «ابن أمة يهودية سوداء» وفلان بن فلانة «اختلف الناس في ابيه» وذاك «كان يستمتع بالرجال» وفلان كانت «أمه من أصحاب الرايات» ويكمل مسيرته ورؤيته للتاريخ وشخصياتها عبر سرير النوم! 
يريد ان يناقش الآخرين أفكار المخالفين له، فيكتب انهم اصحاب «عهر فكري» و«مخنثون فكريا» و«منفلتون أخلاقيا» و«ركوب الشيطان» و«أتباع الأفخاذ لا العقول».
يريد ان يحاور المخالفين له سياسيا، مصطلحاته جاهزة للرد على الافكار والتوجهات، انهم «يمارسون العهر الفكري» وما مواقفهم إلا «كمواقف بنات الشوارع»، ان مقراتهم ما هي الا «مواخير وعلب الليل»، ومؤيديهم الا «فجرة وراقصات وممثلات عري»، انهم يمارسون «المثلية السياسية»، واحدهم ألف سبة جيدية لم تمر علي من قبل، وكتب، الوضع في مصر عبارة عن «تفخيذ» بين العسكر والعلمانيين!
لا ادري، هل يظنون ان الشتم باللغة الفصحى جائزة وبعامية قبيحة؟ ولهذا يمارسونها بكل حرية، مع ان الشتم هو الشتم سواء بالعامية أو الفصحى بالعربية أو بالصينية أو بلغة الاشارة، ام انهم يجوزون شتم من اختلفوا معه من باب الشدة والغلظة مع الكافرين - كون من يخالفهم كافرا -؟ رغم ان هناك فرقا بين ان تكون غليظا وبين ان تكون سبابا شتاما، وإذا كانت هذه بالفعل أخلاق الاسلام فما هي اذاً أخلاق الكفار؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك