ماضي الخميس يكتب عن عالم المدونات وخباياها

زاوية الكتاب

كتب 453 مشاهدات 0


جولة في عالم المدونات وخباياها أصبح الآن بإمكانك أن تعبر عن رأيك بكل شفافية ووضوح وصراحة من دون أن تخشى لومة لائم، خصوصاً وأنك تستطيع أن تبدي رأيك مهما كانت قسوته من دون ان تضطر للكشف عن هويتك الحقيقية. في بحور الانترنت الآن تتصارع آلاف المدونات التي أنشأها كثيرون، كل حسب هواه ورغبته، وأكثر انتشاراً ورواجاً تلك التي تعتمد على الترفيه والتسلية، بينما أكثرها إحداثاً للضجة هي المدونات السياسية، وان كانت تفتقد الى الكثير من الشجاعة رغم قمة الصراحة والشفافية التي يعبر بها أصحابها عن آرائهم، وذلك أن معظم المدونين يلجأون الى استخدام الاسماء المستعارة، كما أن كثيراً مما يرد في هذه المدونات من مواقف وأحداث تنقصه الدقة والمصداقية. في الكويت انتشرت المدونات كالنار في الهشيم، واصبح الكثيرون يمتلكون مساحة خاصة بهم للتعبير عن أنفسهم، بعيداً عن احتكار الصحف ومزاجية رؤساء التحرير وميولهم، وهي مساحات لا يطالها مقص الرقيب، ولا تطولها يد رئيس التحرير! ومعظم هذه المدونات يكتبها أناس مجهولون، لا يكشفون عن شخصيتهم الحقيقية، وأحياناً يعبرون عن آرائهم بكل قسوة. كما انهم احياناً قد يسطرون في مدوناتهم ما يخالف آراءهم وواقعهم الحقيقي وتوجهاتهم السياسية. قد يكون زميلك في العمل يمتلك احدى تلك المدونات الساخرة الناقمة الجريئة، وأنت لا تعلم! قد تكون لزوجتك مدونتها الخاصة، أو اختك او ابنك أو اخيك، او اقرب الناس اليك، وقد تكون انت تقرأ ما يكتبه هؤلاء في مدوناتهم من دون ان تعلم انهم جالسون أمامك! وفي الكويت يتفننون في انشاء تلك المدونات... سأصحبكم بجولة سرية لبعض تلك المدونات التي أتابعها بشكل دائم، وأجد فيها متعة أخرى مختلفة عن تلك التي افتقدها في وسائل اعلامنا، وصحافتنا اليومية والاسبوعية. وفي هذه المدونات ستجد مساحة ابداعية شاسعة يقارع بها أصحابها كبار الكتاب والادباء، وهم في حقيقتهم أناس مغمورون وجدوا لأنفسهم منفذاً يتنفسون من خلاله بعيداً عن سطوة الحياة اليومية الجامدة. يسخرون من الأحداث... ويمتلكون الكثير من المعلومات، ولديهم مصادر للأخبار ينفردون بها أولاً بأول... انه عالم آخر مختلف عن عالم الصحافة والورق والرقابة والسلطة وسيطرة الاعلان ورجال الأعمال واصحاب النفوذ. في المدونات... كل شيء مكشوف بلا سقف. الحقيقة «عارية» لم تطلها ايدي الرقيب الآثمة... بعض الكتاب ينافس في مدونته التي يسطر فيها رأياً اسبوعياً توزيع صحف يومية، والبعض الآخر أوجد له ملاذاً وملجأ من الهم العام الذي اجتاح المدينة، وسيطر على العقول والافكار. في تلك المدونات تجد آراء في السياسة والاقتصاد والفن والرياضة والمطبخ والحياة الزوجية والمشاكل الاجتماعية وحياتنا اليومية. (ساحة الصفاة، أم صدة، لمياء الحالمة، طاخ طيخ، حامي الديار، الطارق، thelobby, theshower، درب الزلق، جبلة، بالكويتي الفصيح، فرناس، ebroblem، وغيرها الكثير الكثير). لن أنسى ايضاً دعوتكم لزيارة مدونة لكاتبة سعودية غاية في الروعة «قبيلة تدعى سارة» بالطبع يمكنكم الوصول الى هذه المدونات عن طريق البحث في عقل «google». إن ظاهرة المدونات، وكما انتشرت في الكويت، فقد انتشرت في أصقاع العالم جميعها وقد تعرض بعض المدونين وما زالوا للأذى والملاحقة من قبل حكومات دولهم، وهناك بعض المدونات تتسم بالقوة في النقد، والشجاعة في نشر الاخبار الحقيقية بالصوت والصورة، وهو ما اثار كثيراً حفيظة الحكومات التي تستطيع أن تؤثر على الصحافة الورقية، وتحد من قوتها وقسوتها بالترهيب او الترغيب، لكنها عجزت عبر السبل والوسائل كافة من قمع ومكافحة هذه المدونات. عالم التدوين... عالم سحري خاص بأصحابه، لكنه عالم مشاع يمكن لمن أراد ان يقتحمه، وأن يجول به بكل حرية وراحة، يمكنك أن تغرف من هذا وتتابع ذاك... ومع الوقت ستكتشف من هو الصادق ومن يبالغ ومن يعمل لمصلحة من... ومَن يراوغ لتحقيق أهداف خاصة... ودمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك