الاستعمار الإيراني وثيران العرب البيضاء!.. بقلم محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2013, 11:57 م 498 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / إيران وثيران العرب البيضاء
محمد مساعد الدوسري
من منا لا يعرف المثل الذي قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، والذي يقول فيه «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»، أعتقد أن كل مسلم قد مر عليه المثل، والذي يتحدث عن ثلاثة ثيران تعيش في غابة مع أسد واحد، وكان الأسد عاجزا عنها لاجتماعها ودفاعها عن بعض، وبالحيلة والدهاء، استطاع أن ينفرد في كل ثور على حدة، حتى استطاع أن يقضي عليها جميعها، هل هناك أبسط من هذا المثل؟.
أغلب حكامنا العرب، لا يعون هذا المثل، فهم غير متفرغين لقراءة التاريخ، ولا نية لديهم بإزعاج أنفسهم وإرهاق عقولهم، وإلا هل يعقل أن يشاهد حكام العرب تساقط دول عربية في قبضة إيران واحدة تلو الأخرى وهم ساكتون لا يفعلون شيئا؟، ألم يشاهدوا العراق وسوريا ولبنان وهي تئن من الاحتلال الِإيراني؟، فما الذي ينتظرونه إن كانوا يشاهدون هذا معنا؟.
التخلف الذي يحمله بعض المسؤولين العرب في عقولهم، جعلهم يحاربون شعوبهم تحت يافطة محاربة الإرهاب، وهم بذلك يشيحون بوجوههم عن الإرهاب الحقيقي المتمثل في عصابات القتل المدعومة إيرانيا في سوريا والعراق ولبنان، فها هم يعربدون ويقتلون الناس في تلك البلدان، إما بشكل مباشر من خلال البنادق والطائرات والبراميل المتفجرة، أو من خلال عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات كما في لبنان، أو حتى من خلال إطلاق نفيرهم الطائفي في أكثر من مكان من عالمنا العربي.
سيذكر التاريخ أن بعض حكام العرب قدموا أكبر الخدمات للمستعمرين الجدد الإيرانيين، عندما صدوا عن دفع استعمارهم لنا، وذهبوا لمحاربة أبناء جلدتنا من التيارات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعات التي كانت كفيلة بكبح جماح هذا الغول الشيطاني التوسعي المسمى بإيران، فهل أنتم تعيشون معنا وترون كيف أُكلت ثيران العرب البيضاء، أم أنكم مشغولون عنا بدعم حثالة البشر في كل قطر عربي؟
تعليقات