الكويت بحاجة إلى 'صحوة ضمير' من مواطنيها.. بنظر شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 673 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  الحاجة إلى صحوة وليس لـ'صاحي'

د. شملان يوسف العيسى

 

كثرت في الفترة الاخيرة الكتابات والتحليلات والآراء حول انتشار ظاهرة العنف الجسدي واللفظي في المجتمع الكويتي والتي ادت الى مقتل اناس ابرياء في الاسواق والمجمعات التجارية.
وقد ساهم نائب رئيس تحرير «الوطن» الأخ وليد الجاسم وكتب مقالا يوم السبت يطالب فيه بعودة حراس الاسواق الذين كانوا يحرسون الاسواق ليلا وكانوا يرددون كلمات «صاحي» بمعنى انه يقظ ولم ينم، الزميل الجاسم طالب بعودتهم للعمل نهارا في المجمعات التجارية لكثرة الاعتداءات والتحرشات وانتشار العنف والجريمة.
لا أتصور بان وضع حرس أو شرطة في الاسواق والمدارس والمستشفيات ومؤسسات الدولة سيحل المشكلة؟ مظاهر العنف لا علاقة لها بوجود رجال الامن فالمشكلة اعمق من ذلك بكثير.. هذه المشكلة لها ابعاد نفسية وتربوية واجتماعية وقانونية.
لا أدعي بأن الحلول للمعضلة جاهزة.. لكن حتما من القراءات السياسية والاجتماعية التي ندرسها لطلابنا هناك خلل في تركيبة العائلة العربية.. حيث تتكون شخصية الفرد في اطار العائلة فطريقة تربية الفرد ورعايته والاهتمام به هي التي تصقل شخصيته فاذا كانت تربية الطفل في العائلة سليمة نشأ الطفل حسب تربيته لكن التربية العربية ومنها التربية في مجتمعنا الكويتي حيث ينشأ الفرد معتمدا على عائلته الممتدة اعتماداً شبه كلي حيث يكتسب عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم ومن هذه العادات السيئة هو ولاء الفرد لعائلته وقبيلته وطائفته لا لدولته أو وطنه فمسؤوليته تجاه اسرته تمحو مسؤوليته تجاه وطنه للأسف!.
طرق تربيتنا لاطفالنا خاطئة فنحن نعودهم منذ صغرهم على التلقين في التربية المجتمعية كأداة فعالة لتثبيت السلطة، كما نعود اطفالنا منذ الصغر على الترديد والحفظ بحيث لا يبقى مجال للتساؤل والبحث والتجريب والهدف من التلقين هو نقل قيم المجتمع وعاداته الثابتة في مواجهة العالم الى صميم التركيب الذهني في الفرد.
السؤال ما علاقة تربية الطفل بظاهرة العنف؟ نتائج التربية الخاطئة للعائلة ادت الى اتكالية الفرد وعجزه، كيف ننمي الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع من الشباب اذا كانوا اتكاليين وعاجزين؟
وأخيراً ما العمل؟ وكيف يمكن تغيير السلوكيات الخاطئة في مجتمعنا.. يبدأ العمل بتغيير المجتمع ومن خلال تغيير العائلة وكلاهما مرتبط بالآخر.. فنقد المجتمع «ذاتياً» وكشف سلبياته هما بداية الطريق للاصلاح.
يا أبا خالد.. ما نحتاج إليه اليوم ليس كلمة «صاحي» من حارس بسيط، ما نريده كلمة «صحوة ضمير» من اهالي الكويت تجاه وطنهم.. لو كان لدى المسؤولين من وزراء ونواب ذرة من ضمير حي لما توسطوا لمرتكبي الجرائم ومن يخالف القانون.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك