مشكلتنا في إصرار البعض على جمود الدين والتشريع القرآني.. برأي سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 588 مشاهدات 0


القبس

أصنام ثوابت الأمة!

سعاد فهد المعجل

 

• يصر البعض على جمود الدين والتشريع القرآني بشكل أخل بديناميكية القرآن فهو صالح في كل زمان ومكان.

أتت الاديان للارتقاء بالفكر والسلوك البشري، ولم تحجر ابدا حركة العقل البشري ونشاطه، بل على العكس، فالقرآن على سبيل المثال حض على التفكر، وليس التفكير.. والفرق اللغوي واضح بين الاثنين، فأن يتفكر الانسان معناه ان يعيد النظر بما هو موجود، لذلك تكررت دعوة القرآن للبشر: «ألا تتفكرون»!

المشكلة التي يواجهها المجتمع الاسلامي على وجه الخصوص هي في اصرار البعض على جمود الدين والتشريع القرآني بشكل اخل بديناميكية القرآن وتآلفه مع مستجدات الحياة، وهو الذي نزل ليكون صالحا لكل زمان ومكان!

الضجة التي افتعلها احد مشايخ الدعوة على «مهرجان رمال الدولي» باعتبار ان هذا المهرجان مخالفة شرعية، لانه يروج لبناء الاصنام، مما يتعارض مع اصول التوحيد وقواعد الشريعة الاسلامية! هي ضجة سياسية اكثر من كونها عقائدية!

فأمين عام تجمع ثوابت الامة، الذي ازعجه هذا المهرجان يدرك ان مفهوم الاصنام التي حاربها الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان ينطبق على الاستخدام الحديث للتماثيل والصور.

التماثيل التي ازعجت ثوابت الامة هي جزء من الارث الحضاري البشري، وحيث تم تخليد الحضارات الانسانية بأساليب مختلفة، كان للتماثيل والمنحوتات الجزء الاكبر منها.

حين حطم الرسول صلى الله عليه وسلم الاصنام التي كانت تحيط بالكعبة، كان يحطم نهجا من العبودية والذل، لذلك فقد وقفت قريش الارستقراطية في وجه دعوته التي كانت تدعو لتحرير العبيد، وتنادي بالمساواة بينهم وبين سادتهم! واذا كانت ثوابت الامة حريصة على اتباع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فلتبدأ اولا وقبل اي شيء بتحقيق مبدأ العدالة المفقود، والذي ربما اعاد المجتمع الاسلامي الى مجتمع قريش، حيث كانت حقوق العبيد منتهكة تماما، كما هي حقوق العمالة اليوم! والمضحك المبكي ان اغلب مكاتب العمالة هذه مملوكة لافراد يرون انهم في قمة الهرم الاسلامي، من حيث تطبيقهم لاوامره ونواهيه، والتي اصبحت وبكل اسف امورا شكلية بحتة!

فكرة «مهرجان رمال الدولي» فكرة شبابية رائعة هدفها الترفيه والثقافة واختيار المنظمين لقصة «ألف ليلة وليلة» لتكون المضمون الذي يدور حوله المهرجان، هي فكرة رائعة، فألف ليلة وليلة تراث عالمي، ولم يعد مرتبطا بثقافة محددة.

اما «ثوابت الامة»، ومن شابههم، فنذكرهم بان الفتوحات الاسلامية في زمن الاسلام الحقيقي وصلت الى اقصى الشرق والغرب، ولم نسمع ان احدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم امر بهدم الاهرام مثلا او ابو الهول او تمثال واحد في كنيسة او مدينة!

اما حجة من يقول ان سبب عدم هدم الصحابة لابو الهول انه كان مغمورا في التراب ولم يظهر منه الا الرأس والعنق، فتلك حجة مضحكة مبكية لا تستأهل ابدا ان نتوقف عندها!

● ملحوظة: مناشدة من والدتي الغالية الى وزارة الاوقاف بمنع استضافة خطباء جمعة يجهلون طبيعة المجتمع الكويتي الديموقراطية، فيختمون خطبهم بمديح للمسؤولين بشكل انتقائي لم يعهده اهل الكويت.. فيه من الرياء اكثر من الصدق والصراحة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك