فيصل الزامل: نجحت الكويت في تحقيق فكر الوسطية

زاوية الكتاب

كتب 462 مشاهدات 0


فيصل الزامل لماذا لا تكون مكافحة الارهاب، ودعم من ينبذ الارهاب بنفس الحماس؟ قرأت دعوة الداعية جابر الجلاهمة الى نبذ قتل الابرياء، ونصيحته للآخرين بعدم الذهاب للعراق بقصد القتال، وتأكيده على انه لم يشارك في القتال في اي موقع ذهب اليه، لاسيما في افغانستان «حيث شاركت في اعمال الاغاثة ولم اشارك في اي عملية ارهابية». يذكرني تجاهل من يكافح الارهاب لهذه المواقف الصريحة، بما قاله الامير الاردني الحسن بن طلال في الكويت قبل حوالي ثلاثة اشهر: «لقد اتهموا العمل الخيري بأنه يمول الارهاب، ومنذ احداث سبتمبر 2001 والعمل الخيري تحت المجهر عبر مراقبة مالية وامنية وادارية شديدة، على المستويين الدولي والمحلي، ومع ذلك فان تمويل اعمال الارهاب قد تضاعف عدة مرات وازدادت تلك الاعمال في تكاليفها المالية، فمن اين؟». فعلا، البعض في بلادنا يخلط بين الخصومة الفكرية والمصالح العليا لبلاده، وربما تمنى ان ينفلت الزمام ليثبت انه على حق، ويتشفى من خصومه، وما هذا من شرف الخصام في شيء. في مصر، تفتخر الجماعات الاسلامية، حسبما نشر يوم امس، بانه رغم اوضاع منطقة الشرق الاوسط، في وارد تفاقم الاعمال الارهابية، الا ان هذا الموضوع تراجع كثيرا في مصر، وان السلطات المصرية بدأت في اخذ المراجعات الفكرية في اوساط تلك الجماعات على محمل الجد، لما وجدت من آثار لها، في الميدان، وان الحاجة تدعو الى مراجعة مماثلة في اوساط اجهزة الامن لاستبدال الوسائل العقيمة مع المعتقلين بأخرى حضارية، تتناسب مع طبيعة النزاع الفكري، الذي يعالج بمواجهة الآراء ببعضها، وهي مسألة لا يفقه فيها الجلاد شيئا! ان العالم الاسلامي بأسره سيتأثر بما يحدث في العالم العربي، في وارد مواجهة آراء الغلو بأدلة الشريعة وهدي المصطفى ژ، سواء في احكام الجهاد أو مسوغاته، ومطابقة الواقع عن خبرة ودراية تحفظ المسلمين من تحايل استخبارات دولية واقليمية تنفذ مخططاتها باستخدام اللحم البشري المسلم. ان المصالحة مع شرائح الشباب واستيعابهم في اداء ما فرضه الله على المسلمين سواء في الشأن العام او الخاص، هو انجاز عزيز وثمين تتطلع الى بلوغه كافة الدول الاسلامية، بل وغير الاسلامية التي يعيش بين ظهرانيها الملايين من المسلمين، فاذا كان الاجانب لا يحسنون مخاطبة الضمير المسلم، فهل يعجز المسلمون في اجهزة الاعلام المحلي، والامن، عن تلك المخاطبة؟ لقد نجحت الكويت في نقل فكر الوسطية الى آفاق جديدة، بعد ان حققته بدرجة كبيرة محليا، واصبح ابناؤها جزءا لا يتجزأ من مسيرة بناء الوطن، لا يعانون من مشاعر التهميش او العزلة، واي خرق لهذا المسار الكريم يجب استدراكه. اقول، ان العالم العربي يشهد للكويت ريادتها لمسيرة الوسطية والاعتدال، وتحقيقها للكثير من غايات الدين الاسلامي الحنيف عبر انشاء مؤسسات ترعاها، كالهيئة العامة لشؤون القصّر، والزكاة، الوقف، مركز الوسطية، العمل الخيري، المؤسسات المالية، والعمل التطوعي الابداعي.. الخ. هذا النجاح لا يتحقق الا بفضل الله ثم بسواعد شباب وشابات اصطلحوا مع ذواتهم، واستوعبوا الاهداف السامية للدين الاسلامي، وبحثوا عن نقاط الاتفاق مع الآخر، لينطلقوا منها نحو المزيد من الاتفاق، ما يعوض مسائل الخلاف ويجبرها. اين الخطأ، ولماذا التشكيك؟
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك