محمد العيدروس: لماذا زمجر فيصل المسلم؟

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0


لماذا الجارالله وليس الخرافي? عندما يتم تشكيل حكومة جديدة, يتسابق الناس لتقديم التهنئة الى وزرائها على الثقة الكبيرة التي نالوها, وبعض هؤلاء الناس ينشر في الصحافة تهانيه مدفوعة الثمن, وهذه العادة موجودة في بعض الدول العربية والقصد منها التقرب من الوزير ومجاملته اذ ربما اسدى له خدمات او خلص له بعض المعاملات, وخدم له بعض المصالح! ولم نسمع كثيرا, ان هناك وزيرا في حكومة عربية تقدم باستقالته, او اعتذر عن قبول المنصب العالي, فالوزراء في بلادنا اما ان يقالوا او يطردوا من مناصبهم, اما الاستقالة الذاتية فهي ليست من شيمهم, ومعظمهم يتمسك بالكرسي حتى الرمق الاخير! وحكاية شريدة المعوشرجي حكاية غريبة, فالرجل استقال من منصبه كوزير للمواصلات لموقف مبدئي واضح للجميع, ولكن المعوشرجي يقول ان الناس الذين اتصلوا يباركون له الاستقالة كانوا اكثر من الذين اتصلوا يباركون له تولي المنصب الوزاري! .. وهذا يعني ان منصب وزير في حكومة كويتية ماعاد مغريا لكثير من الناس, فالتهاني التي كانت تقدم للوزراء الجدد, ستتحول للوزراء المستقيلين, ولا غرابة ان نقرأ في الصحف بعد اليوم نوعا جديدا من اعلانات التهاني التي يقول اصحابها: نتقدم بوافر التهاني والتبريكات للوزير فلان على استقالته من الوزارة.. وكثر الله من امثاله! * كان النائب فيصل المسلم منفعلا جدا وهو يعلق على كلام الزميل احمد الجارالله في اللقاء التلفزيوني الذي بثته »العربية« يوم امس الاول, غضب المسلم وزمجر لان الجارالله وصف الوضع في الكويت بالخرابة, وهو يقصد هنا توقف الحياة الاقتصادية بسبب المماحكات والتأزيم داخل مجلس الامة! ...ولكن الجارالله لم يأت بجديد وهو يصف اوضاعنا بالخرابة ففي النهار نفسه ظهر رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بتصريح نشرته الصحف قال فيه ان الكويت اصيبت بالشلل, وكلمة »خرابة« التي قالها الجارالله اهون بكثير من وصف الوضع بالشلل, لان الخرابة ممكن اعادة اعمارها بتصحيح بعض الاوضاع الخطأ, اما الشلل فلا علاج له حتى الآن! والسؤال, لماذا يغضب النائب فيصل المسلم من الجارالله ولايغضب من الرئيس الخرافي الذي وصف الحالة في البلد بانها مشلولة? والغريب في الامر ان فيصل المسلم بطريقة مبالغ فيها صنف مقالات الجارالله في »السياسة« بانها تشيع الخوف والقلق في قلوب الكويتيين وتثير القلاقل, ونسي المسلم ان الازمات المتلاحقة التي تمر بها البلاد هي نتاج ما يطرح داخل البرلمان الكويتي, اما الجارالله فيستخدم الاداة الوحيدة التي يملكها وهي الكلمة محاولا في كل مرة ان ينبه الدولة والحكومة والمجلس إلى المخاطر القادمة التي ستواجه الكويت جراء المماحكات والتهديدات من قبل بعض نواب المجلس الذين يريدون بالفعل ان يحولوا الكويت الى »خرابة« ولم يصلوا بعد الى اصابتها بالشلل كما يقول رئيس المجلس! [email protected] بقلم ¯ محمد زين العيدروس
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك