لا يمكن مواجهة إيران دون رؤية خليجية موحدة.. بنظر شملان العيسى
زاوية الكتابكتب نوفمبر 18, 2013, 12:17 ص 765 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / القلق في السياسة الأمريكية
د. شملان يوسف العيسى
تراقب الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص تقلب السياسة الامريكية وعدم ثباتها ففي الوقت الذي يعلل فيه وزير الخارجية الامريكية بان الولايات المتحدة تولي اهتماماً - خاص - بعلاقتها باسرائيل ودول الخليج نرى مستشارة الامن القومي الامريكي سوزان رايس تصرح لصحيفة نيويورك تايمز بان دور ايران وروسيا في اشاعة الاستقرار عن طريق نزع السلاح الكيميائي في سورية مما يدل على تبلور ما يجمع ايران وروسيا وامريكا والتقاء مصالح هذه القوى عملية معقدة وعسيرة وهي تواجه عقبات تعود الى معارضة قوى اقليمية مثل تركيا ودول عربية واسرائيل.
يبدو ان الولايات المتحدة ترسم خريطة سياسية جديدة للمنطقة اساسها تعزيز الاستقرار بدلا من الانصياع وراء التيارات المتطرفة فالرئيس الامريكي اوباما اعلن امام الجمعية العامة للامم المتحدة بان سياسة بلاده في الشرق الاوسط تسعى الى الحوار مع ايران لتذليل مشكلة برنامجها النووي واستبعاد الحرب عن سورية.
استياء الدول العربية من السياسة الامريكية عبرت عنه الرياض باعتذار المملكة عن قبول عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن العرب مستاؤون من الموقف الامريكي المتذبذب تجاه سورية خصوصا دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف 2 رغم علم امريكا بان طهران ومعها حزب الله هما الداعم الاكبر للنظام السوري.. الولايات المتحدة تريد وقف الحرب والترتيب لاقامة حكومة انتقالية في سورية ليقرر الشعب السوري مساره باجراء انتخابات حرة تحت إشراف دولي.
السؤال، هل يمكن اقناع طهران وموسكو بالتخلي عن حليفهم الاسد؟ يبدو ان الولايات المتحدة ملت من الحروب وترغب في الانتقال من الحلول الممكنة الى الحلول العملية.
المحلل السياسي ستفن والت كتب في مجلة «فورن بولسي» ان التوجه الى الحوار مع ايران والنظرة بواقعية اكثر على مشكلات المنطقة وترتيب العلاقة مع طهران هي خطوة مهمة تخدم المصالح الامريكية وهي تحقق المصالح المشتركة لايران وامريكا في مناطق مثل افغانستان. هنالك قناعة امريكية بان سياستها في السنوات الثلاث الماضية بعد ثورات الربيع العربي ادت الى تشجيع القوى الارهابية في المنطقة، ماذا يمكن لدول الخليج العربية ان تفعل بعد تغيير السياسة الامريكية وتوجهها تجاه طهران؟
الامر المؤكد بان دول الخليج لا تستغني عن الحماية الأمريكية ولن تتخذ سياسات معادية للولايات المتحدة لان ذلك لا يخدم مصالحهم لكن يمكن لدول الخليج اتخاذ سياسات بديلة لابراز استقلالية دول الخليج عن النفوذ والضغوط الامريكية.. من هذه السياسات توثيق علاقة دول الخليج بروسيا وقد دارت بالفعل محادثات سعودية روسية بين القادة في البلدين.. كما ان على دول الخليج توثيق علاقتها بالشقيقة الكبرى مصر لضمان عودة مصر للعب دور اكبر في حماية المصالح العربية في المنطقة واخيرا علينا ان نملك رؤية وسياسات خليجية موحدة تجاه طهران فلا يمكن مواجهة ايران بغياب رؤية خليجية موحدة، ماذا نريد من علاقتنا بطهران هل نريد علاقات تعاون او تنافس او صراع؟
تعليقات