إيران أبقى لدول الخليج من اسرائيل.. مصطفى الصراف مؤكداً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 16, 2013, 12:41 ص 791 مشاهدات 0
القبس
الدول الخليجية والنووي الإيراني.. وإسرائيل
مصطفى الصراف
ما موقف الدول الخليجية من إيران وإسرائيل بخصوص النووي الإيراني والإسرائيلي؟
إسرائيل أقامت مفاعل ديمونة بمساعدة الاستعمار الغربي وأميركا، وصارت تمتلك اكثر من مائتي قنبلة نووية، والمفاعل يقع على بُعد بضعة كيلو مترات من الكعبة المشرفة وبيت المقدس الشريف، ولم تتحرك الدول الاسلامية او العربية لممارسة اي نوع من الاعتراض او الضغط الجاد لوقف ذلك المفاعل او حتى المطالبة بوضعه تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اللّهم إلا بضعة قرارات وبيانات صدرت في مؤتمرات عربية، ليست لها من أهمية سوى كونها مادة إعلامية، لذر الرماد في عيون الشعوب العربية. وعندما باشرت جمهورية إيران الاسلامية في برنامجها النووي للأغراض السلمية، حرضت الصهيونية العالمية الدول الخليجية للاحتجاج عليه، لدرجة أدت الى اعلان العداء لها، تحقيقاً لرغبة اميركا واسرائيل، وقد قدمت ايران نفسها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتفتيش على مفاعلاتها، إظهاراً منها لحسن النية وتأكيداً منها على سلمية برنامجها النووي خلافاً لإسرائيل، إلا ان اسرائيل بقيت تصعّد من موقفها وتهديدها بضرب مفاعل ايران النووي، اعتماداً على دعمها من اميركا. ولكن اميركا مؤخراً -وكذلك الدول الأوروبية- بدأت تتراجع عن موقفها العدائي لإيران، وفتحت قنوات دبلوماسية واقتصادية معها، بما يعني استبعاد التهديد العسكري لإيران، وهذا الأمر قد ازعج اسرائيل، لأنها ترى في ايران عدوّاً حقيقياً يهدد كيانها، وللأسف ان اغلب الدول الخليجية هي ايضا بنيت على موقفها نفسه بموازاة اسرائيل. مما حدا بإسرائيل الى التصريح بأنها والدول الخليجية تقف صفّاً واحداً في وجه التقارب الاميركي - الايراني. وهو ما جعل الموقف يبدو كأن اسرائيل والدول الخليجية متحالفة ضد ايران، وان ما أرادته الصهيونية العالمية قد تحقق، ألا وهو جعل ايران الاسلامية هي العدو في نظر الدول الخليجية، وان اسرائيل هي الصديق لها. ولا شك في ان ذلك يدل على توجه خاطئ في السياسة الخارجية الخليجية، لأن ايران دولة اسلامية مجاورة كبرى في المنطقة لا يمكن ازالتها، وهي ابقى لدول الخليج، ويجب التقارب معها، وليس مع اسرائيل العدو المحتل المشكوك في قدرتها على البقاء، لو استمر حصارها عربياً وعدم التطبيع معها. ناهيك عن أن الشعوب العربية، بما فيها الخليجية تربأ بنفسها عن التطبيع مع اسرائيل وقبول التعايش معها، وهي تعلم نواياها العدوانية، وهذا التلازم بين سياسة دول الخليج مع الموقف الاسرائيلي يسبب إحراجاً للشعوب الخليجية أمام الشعب العربي، لذا يجب تدارك الموقف وازالة اي خلاف مع إيران الاسلامية، والظفر بالسبق على الدول الاوروبية، لإقامة علاقات شراكة اقتصادية وسياسية متينة لمستقبل سلام دائم مع ايران الاسلامية، بدلاً من معاداتها.
تعليقات