عبدالرحمن النجار يكتب عن الداعية المتطفل الذى يصر على قبض الاموال والدنانير مقابل «دعوته»

 

«الداعية» المتطفل!!
في البداية نحب ان نقول بأننا نحترم الدعاة الافاضل من اصحاب العلم والخلق القويم والرصين.. الدعاة الذين يتوجهون الى الناس بدعوتهم باعتدال واحترام للغير، فتصل أفكارهم إلى غيرهم بالحسنى والاخلاق الكريمة والقول الحسن كما أمرهم الله سبحانه وتعالى.
بعد تلك المقدمة التي لابد منها نعود إلى عنوان المقال المتصل «بالداعية» المتطفل!!... و«الدعية المتطفل» ليس المقصود به بالضرورة من يتطفل على وسائل النشر المكتوبة أو المرئية.. الداعية المتطفل هو «الداعية» الذي يتطفل على «الدعوة» نفسها، فلا يفهم ولا يدرك اساس الغرض من الدعوة الى الله ولا صيغتها المطلوبة كما ورد في محكم تنزيله... يقول الله سبحانه وتعالى موجها كلامه لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) (النحل: 125).... ولكن الداعية «المتطفل» على الدعوة يبدو أنه لا يفقه تلك المعاني والمباني، بل يطلق العنان لأفكاره وخصوماته السوداوية فيشتم هذا ويلعن ذاك ويتطاول على هؤلاء، ويحقر أولئك... «الداعية المتطفل» على الدعوة يظن ـ هكذا ـ أن الدعوة الى الله هي في الشكل فقط وليست في المضمون... فإذا كان «شكله» الخارجي يشبه شكل الدعاة سواء بإطالة شعر الوجه أو بطريقة وضع «الغترة» على الرأس، عندها يعتقد أنه اصبح «داعية»، غير مدرك أن «الداعية الحقيقي» يختلف كل الاختلاف عن «الداعية المتطفل» الذي صار متعودا على ترديد مختلف الشتائم والسباب لكل من لا يتفق مع أفكاره التي لا علاقة لها بالدعوة القويمة!!!
ومن المعروف أيضا أن الدعوة الحقيقية إلى الله تكون عادة تطوعا وحبا في التقرب إلى الله وخدمة كريمة للناس بدون مقابل إلا الاجر والثواب من عند التواب الرحيم... أما الذي يطرح نفسه كداعية الى الله مع اصراره على قبض الاموال والدنانير مقابل «دعوته» فلاشك انه ـ مرة أخرى ـ من المتطفلين على الدعوة، ولا يهم سواء كانت «دعوته» عن طريق الكتابة أو عن طريق الصراخ، فهذا رديف ذاك، وكما يقول المثل الكويتي: «تيتي.. تيتي.. وين ما رحتي جيتي»... وهناك ما يمكن قوله أكثر من ذلك عن «الداعية المتطفل» ولكن نكتفي بهذا القدر لضيق المساحة... وقانا الله وإياكم من كل داعية «متطفل» على الدعوة إلى الله...!!
مع خالص التقدير للدعاة الافاضل الملتزمين بقوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..}.