دولة الرفاه النسبي، بقلم محمد البنوان
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2013, 11:19 م 1244 مشاهدات 0
حتى تكون منظرا سياسيا لا بد وان تعلم ان اساس العمل في هذه المهنة يكمن حول مبدا واحد فقط '' عدم الوضوح '' بباسطة كما فعل تشرشل عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا بتقديمه خطاب لا يقف فيه مع المؤيدين ولا مع المعارضين لقضية ما طرحت في مجلس العموم البريطاني حتى يرضي جميع الاطراف او هكذا اعتقد من حسن حظ تشرشل انه كان رئيسا لوزراء بريطانيا وليس رئيسا لوزراء الكويت لانه و في العادة لا تنطلي مثل هذه الامور على شعب عاش رغد العيش فتفرغ للسياسة او هكذا تصور البعض ان الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون من من يعتقد انهم اصحاب القرار في البلاد لا تكمن في ان القسوة على افراد شعبهم هي من سيحول دفة الصراع السياسي الى صالح قراراتهم المتخذة فما شاهدناه ووعيناه في بلاد الثورات العربية تاكد ان سياسة البطش والظلم والتضييق في لقمة العيش ليست هي الطريقة الامثل لادارة الشعوب فهي وان كانت مؤثرة في البداية لتكوين حاجز خوف مؤقت إلا ان هذا الحاجز سرعان ما يندثر بشرارة اولى تفجر نيران كثيرة لا تحمد عقباها وكوننا نعيش في دولة ذات مستوى معيشي ممتاز قياسا على غيرنا من البلدان فالواجب علينا في البداية حمد الله تعالى على كل نعمة انعم بها علينا امتثالا لوعد الله تعالى في محكم كتابه عندما قال وقوله الحق :' وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ والحذر من الكفر بها لقول الله عز وجل :' ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ' ثم انه من المفترض ان نسمي الامور بمسمياتها فدولة الرفاه المسماة قد يعيشها البعض دون البعض الاخر فليس الشعب كله مندرجا تحت خانة المليونيرات وليس الشعب كله ايضا بمنأى عن المنغصات فما شهدناه وما قد نشهده من امثلة واقعية قد تحكي جانبا من واقع مرير قد لا يظهر بوضوح في معمعة الحياة العملية ولكنه يبقى في ذاكرة اولائك الذين عايشوه ورأوه واحسوا به او اولائك الذين قدر الله تعالى لهم ان يكونوا جزءا من ذلك الواقع فمما يحكى ان احد الاخوة من من يسمون البدون ضاقت به الحيل بعد ان تم تحويله متهما في قضية كان هو من رفعها ليبحث عن من يتولى قضيته بالمجان لينقذه من ظلمة الاتهام بعد ان كان يبحث عن عدالة متوهمة في معمعة قانون منتقص واضعه بشر خطأه اكثر من صوابه حينها توليت انا ومكتب المحاماة الذي اعمل به قضيته وتولى احد العاملين دفع ثمن الاتعاب ليخرج هو ببراءة من هنا بينما خرجت انا مطلقا تلك المهنة من هنا فمن راى ما جرى ادرك حقيقة الظلم الواقع وان اوهام التغيير للافضل لن تكون االا بفضفضة كاملة للنهج القانوني وليس بوجود اطراف تعمل للاصلاح هنا وهناك دون جدوى محاولة كتابة قصيدة على سطح بحر متلاطم لا تلبث إلا ان تزول بمجرد كتابتها ومما يحكى انني عندما كنت في مجمع الوزارات لانهاء احدى المعاملات وبينما كنت اهم بالمغادرة استوقفني رجل عجوز طالبا مبلغ 5 دناير لاستخراج رسوم معاملته محرجا من الطلب لاتولى انا سداد تلك الرسوم هذان مثالان حيان عاشهما العبد الفقير كاتب هذه السطور ولا غرابة ان يكون الكثيرون قد عايشوا مثل تلك الامثلة ان لم يكن اسوا منها ليدركوا حقيقة ان دولة الرفاه المسماة ليست هي دولة الشعب كله وان دولة الرفاه المسماة ان كانت قد حضنت البعض من افرادها بالرفاه فان البعض الاخر يعايش واقعا مختلفا يستوجب مسمى مختلفا نطلقه على تلك الدولة دولة الرفاه النسبي ..
تعليقات