الرفاه كما يراها جعفر رجب ليست لها علاقة بدولة اسمها الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1577 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  خرجت الرفاه ولم تعد

جعفر رجب

 

بشرونا بالتنمية واكتشفنا أنهم يتصورون أن التنمية عبارة عن شارعين ومستشفى.
والآن يبشروننا بانتهاء دولة الرفاه، وأنا متأكد بأنهم يتصورون أن الرفاه لديهم زيادة المعاشات، وجاخور، وشاليه... رغم أن الرفاه ياسادة ياكرام، ليست لها علاقة بدولة اسمها الكويت.
دولة الرفاه تعني أن الرعاية الطبية تكون فيها متطورة جداً، ويرتفع فيها معدل أعمار الفرد بسبب اهتمام الدولة بمواطنيها من خلال الصحة الوقائية، ومن خلال العلاج وتوفير المستلزمات والكفاءات البشرية... دون أن يفكر المسؤولون فيها ببيع الأدوية الفاسدة على الناس، ولا أعتقد أن مستشفى الجهراء أو العدان أو مبارك لها علاقة بالرفاه، فكل ما يفعلونه تحويل الحي إلى رفات!
دولة الرفاه تعني أن المواطن لا يعيش عمره وحلمه الوحيد الحصول على منزل، بل تسعى الدولة عبر قوانين واضحة بتقديم أفضل السبل لامتلاك المنزل، وفقاً لحاجة وحجم ودخل الفرد، ولا يوجد شيء في دول الرفاه اسمه انتظر خمس عشرة سنة لتحصل على أرض وقرض عند حدود البصرة... في دول الرفاه بإمكانك شراء المنزل في أي وقت بتسهيلات بنكية تحفظ فيها حقك.
دولة الرفاه تعني أن المواطن مطمئن إلى المنهج العلمي في مدارس الحكومة، وأنها ستساهم في تنمية عقل وشخصية الأجيال القادمة، بمدرسين أكفاء ومناهج متطورة ووسائل تعليمية حديثة، ولا علاقة للرفاه بمدارس ولا مناهج الحكومة الرديئة والساذجة.
دولة الرفاه تعني أن المدينة التي يعيش فيها المواطن كاملة الخدمات، نظيفة بيئياً، لا يعاني الناس من التلوث والأمراض الناتجة عنها، وهناك مساحات خضراء شاسعة فيها، إضافة إلى الأسواق، والأماكن الترفيهية، والملاعب، والمسارح... لتقلل من ضغوطات العمل على المواطن، وترفع من وعيه، ولا أعتقد أن الرفاه يعني أن المواطن يشعر أنه «عايش في مقبرة».
في دول الرفاه، المواطن له حقوق والحكومة عليها واجبات، والمواطن «يرفس» باب الحكومة ويمسك من «كرفتة» الوزير ويحاسبه على الفلس، ولا توجد دولة رفاه تقوم الحكومة بهدر المال العام، وتوزيع الأموال على الأقرباء والأحباب، دون حسيب أو رقيب، إلا إذا اعتبرنا «الرشوات» التي تقدم لبعض النواب، والناشطين السياسيين، نوعاً من الرفاه!
عشرات المقاييس، يضعها الخبراء لتحديد مدى رفاهية الدولة والمواطن ليس من بينها، مقياس عيش التموين، أو كادر للمعاشات، أو نقل حفلة لمطربين «دايخين»، أو وضع خيمة أمام البيت في الربيع، أو بناء جسر اليرموك ثم إغلاقه.
*
وزير البلدية المحترم، قرر السماح للمواطن بوضع خيمة أمام بيته في موسم الربيع، وعليه أن يقرر مستقبلاً السماح للمواطن بوضع شاليه أمام بيته في موسم الصيف، ولاشك أن للوزير حكمة في ذلك، رغم أنه بهذا القرار سيحول الفريج إلى منطقة قبائل للهنود الحمر، وسيخرج المواطن من بيته ويكتشف أنه محاط بخيمات «للمصبنة»، ويورط الداخلية والمطافئ بمشكلات إضافية وهم «مو ناقصين»، والآتي أخطر... معالي الوزير قرارك خاطئ، ولا معنى له، وبايخ!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك