الأبعاد الخليجية لجولة أمير قطر

زاوية الكتاب

كتب 4246 مشاهدات 0

الشيخ تميم بن حمد

يستهل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني جولة خليجية تبدأ اليوم الاثنين في أول زيارة رسمية له خارج الدولة منذ توليه مقاليد الحكم بعد تنازل فريد بالتاريخ العربي من قبل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في يونيو الماضي.

وكان الشيخ تميم قد زار المملكة العربية السعودية برمضان الماضي بهدف أداء مناسك العمرة، والتقى أثناء الزيارة بالملك عبد الله بن عبد العزيز وعدد من القيادات السعودية.

سيبدأ الشيخ تميم الجولة الخليجية بزيارة دولة الكويت، وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أول مهنئيه بتسلم مقاليد الحكم على رأس وفد رسمي رفيع.

ولعل باستهلال الشيخ تميم جولته خارج قطر بدول الخليج رسائل واضحة لا تخفى على المراقب والمتابع للساحة الخليجية والإقليمية، فأمير قطر يدرك أن هناك تباينا بين دول الخليج حول قضايا إقليمية ودولية مختلفة، من بينها: التباين الخليجي في كيفية مساعدة الشعب السوري بوقف معاناته وما جره عليه نظامه من ويلات وهلاك، أقول بتباين حول 'كيفية' مساعدة الشعب السوري وليس خلافا بين دول الخليج من موقف مساعدة الشعب السوري ومحاولة إنقاذه، فتلك أرضية تقف عليها دول مجلس التعاون الخليجي بثبات.

كما تتباين دول الخليج في كيفية دعم مصر والظروف المواتية لهذا الدعم، قطر وباقي الدول ترى مسألة استقرار مصر وأمنها وقوتها عنصرا إستراتيجيا هاما لاستقرار وأمن دول الخليج جميعا، وبغض النظر عمن يحكم في مصر فإن مسألة دعمها والوقوف إلى جانبها مسألة لا يختلف عليها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بل إن الشيخ تميم نفسه أكد لكاتب هذا المقال في لقاء مع مجموعة من الكتاب والإعلاميين على هامش المؤتمر السنوي لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بديسمبر الماضي بالدوحة أن قطر تقف مع مصر بغض النظر عمن يحكمها، لأن مسألة حكم مصر مسألة تعود للشعب المصري وحده.

كما تتباين دول الخليج حول السياسة الإيرانية وأهدافها للهيمنة والتدخل بالشؤون العربية والخليجية، وهو تباين قد يصب بالنهاية في صالح دول المجلس إذا ما أحسن استخدامه في عالم الدبلوماسية، لكن الموقف الخليجي من القضايا الرئيسية تجاه إيران كاحتلال الجزر الإماراتية وضرورة احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الخليجية موقف ثابت وقوي إلى حد كبير.

الفهم الطبيعي لجولة أمير قطر الخليجية هو أنها تأكيد لما هو مؤكد:

بعدنا خليجي، وندرك مخاطر المرحلة، والتنسيق الخليجي على كافة الأصعدة مطلوب لتقريب المواقف ووجهات النظر الخليجية حول مختلف القضايا، ومهما تباينت رؤانا في دول الخليج، فإن التباينات لن ترقى لدرجة الخلاف، وإذا ما حدثت تطورات خطيرة بالمنطقة، فإننا سنقف معا في خندق واحد مثلما جرى عام 1990، فحين غزا العراق الكويت لم تكن العلاقات الخليجية في أحسن أحوالها، ولكن الحدث الجلل وحّد الصفوف، وألقى بالخلافات جانبا، ووحد الأهداف وأزال غبش الصراعات المختلقة في معظم الأحيان لأسباب واهية وسطحية أحيانا.

التباين الخليجي حول قضايا مختلفة يعد مسألة طبيعية في ظل الظروف الطبيعية، ولكن المرحلة حساسة ودقيقة –كعادتها منذ أن وعت أعيننا على هذه الدنيا- وتتطلب أعلى مراحل التنسيق الخليجي، والمؤكد أن الجولة الخليجية لأمير قطر الشيخ تميم تصب في صالح أهداف التنسيق ووحدة المواقف الخليجية.

كتب سعد بن طفلة (الشرق القطرية-المدى العراقية)

تعليقات

اكتب تعليقك