ما أحوج أبناء الكويت إلى جسور الوحدة الوطنية.. برأي ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 718 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  حوائط التفرقة وجسور المحبة

ناصر المطيري

 

من القصة التالية نستخلص العبرة علَّنا نحاول النظر في أنفسنا ومن هم حولنا من أخوة وأقارب وجيران وأبناء وطن واحد ونراجع علاقاتنا الإنسانية التي أعمتها الخلافات وبعض مشاعر الحسد أو الحقد والتنافس على الدنيا.
والقصة باختصار تدور أحداثها حول شقيقين متحابين يعيشان في مودة تامة في مزرعتهما، وبعد مدة من الزمن حدث بينهما خلاف بسبب سوء تفاهم بسيط ما لبث أن اتسع وزاد إلى أن تعمقت الفجوة بينهما وجاء اليوم الذي يتفجر فيه جدال حاد بين الأخوين واندفع الغيض الكامن في الصدور لتبدأ القطيعة بين الاثنين ويغلق كل منهما باب بيته داخل المزرعة في وجه الآخر وكل منهما يعمل في جانب من المزرعة المشتركة بينهما ويتحاشى النظر إلى شقيقه.
وفي يوم من الأيام جاء رجل غريب ليطرق باب بيت الأخ الأكبر يسأل عن عمل يتعلق بالبناء أو الترميم مثلا، فقال له الشقيق الأكبر نعم سأكلفك بعمل تقوم به ففرح العامل وسأله عن العمل فقال الشقيق الأكبر هل ترى هذا النهر الصغير في منتصف المزرعة ؟ خلف هذا النهر بيت أخي يعيش في الجزء الخاص به من المزرعة وكل ما أريده منك أن تبني بيني وبين أخي جدارا مرتفعا يفصلني عنه لكي لا أراه، وسوف أتركك تنفذ بناء هذا الجدار وأسافر لعدة أسابيع وأعود وأدفع لك أجرة عملك.. 
سافر الشقيق الأكبر وبدأ العامل عمله في المزرعة الكبيرة وبعد مدة عاد الشقيق الأكبر ورأى المفاجأة، وهي أن العامل بدلا من أن يبني حائطا مرتفعا يفصله عن مزرعة أخيه وجده وقد شيد جسرا جميلا فوق النهر يصل بين مزرعتي الأخوين! في هذه الأثناء خرج الشقيق الأصغر من منزله في الضفة الأخرى من النهر وشاهد الجسر فما تمالك نفسه إلا وهو يركض باتجاه الجسر ليعبر منه نحو شقيقه الأكبر ويقبل رأسه ويقول: كم أنت رائع يا أخي بالفعل ؟ فرغم مافعلته معك وما نشب من خلاف معك أجدك اليوم تبني جسرا للتواصل بيننا ؟ وبينما كان الشقيقان يتعانقان ويتصالحان قام العامل الذي بنى الجسر بجمع معداته وحاجياته ليغادر المزرعة فاستوقفه الشقيقان: انتظر لنكرمك ونشكرك فقال لهما: أعتذر فلا أستطيع البقاء لأن هناك جسوراً أخرى عليّ بناؤها.
من واقع هذه القصة ندرك أننا اليوم كأخوة وأقرباء وأصحاب وأبناء وطن واحد نحن جميعا بحاجة ماسة لبناء الجسور فيما بيننا، جسور المحبة والألفة والتصافي والمواطنة، لا نريد بيننا من يبني جدران التفرقة والتعنصر وتقسيم المجتمع وتصنيفه.
ما أحوجنا للجسور في هذا الزمن، فكم بيننا من الأشخاص الذين يسعون لبناء الحوائط العازلة ويجتهدون في هدم جسور الوحدة الوطنية بين أبناء الكويت.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك