الأمه بين الحلم واليقين!! بقلم منصور الأسعدي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 24, 2013, 12:49 م 844 مشاهدات 0
(كنتم خير أمة أخرجت للناس) نزلت هذه الايه في ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة؛ وذلك أن مالك ابن الضيف، ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم: إن ديننا خير مما تدعوننا إليه، ونحن خير وأفضل منكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة, نزلت في وصف امة محمد بانها خير امة وعندما يأتي الوصف من الله تعالى فهذا بحد ذاته كرم وفضل من عنده تعالى, نحن امة العدل والانصاف والتواضع والخلق الكريم تعلمنا من رسولنا الكريم الاخلاق الحميده التي او صلتنا الى المنزله التي جعلتنا من خير الامم على وجه الارض فما اللذي حدث ؟؟ ولماذا انقلبت الامور ولماذا اصبح العدل ظلما والاخلاق باتت شبه معدومه .وباتت الطيبه والاخلاق الكريمه سذاجه والمكر فضيله.! لو نظرنا الى حال الامه العربيه والاسلاميه اليوم لوجدنا اننا في اواخر الامم بكل شي سواءا في التقدم اوالتطور اوالنظام او العدل والكثير الكثير ...الخ فهل يكمن الخلل فينا نحن ام في مجتمعاتنا التي لم توفر لنا الامكانيات والفرص التي تمكننا من العوده الى سابق عهدنا !!
يروى انه في عهد الخليفه الاموي عمر بن عبد العزيز قامت مجموعه من جيوش المسلمين بفتح احدى المدن الخاضعه لحكم الروم, وكانت الاوامرفي ذلك الوقت ان يقوم المسلمين باعطاء المدينه التي يريدون فتحها مهله لمدة ثلاثة ايام ليخيروهم بين الاستسلام و الدخول في ذمة المسلمين او المعركه, ولكن ما حدث مع تلك المدينه كان مختلفا ودخل المسلمين المدينه على حين غفله ومن غير انذار مسبق لاهل المدينه ...فانصدم قادة ووجهاء المدينه التي دخلها المسلمون وسائهم ماحدث واتفقو على ان يبعثو رسولا الى الخليفه عمر بن عبد العزيز ليشتكو له و ليعلموه بما حدث معهم وان المسلمين خالفو الشرط والميثاق المتعارف عليه, وعندما وصل الرسول الى الخليفه تعجب من تواضعه وزهده وبالمكان المتواضع الذي يعيش به فاحس بينه وبين نفسه ان هذا الخليفه لا يستطيع فعل شي له وان طلبه سيبوء يالفشل ولكنه قال دعني انجز ما اتيت من اجله وقص الموضوع على الخليفه فاعطاه الخليفه كتابا وامره ان يوصل هذا الكتاب الى القاضي المسلم في المدينه التي فتحها المسلمون, وعندما وصل الكتاب الى القاضي اجتمع بقادة جيوش المسلمين وسألهم ان كان الامر صحيحا وانهم فعلا لم يعطو المدينه مهله قبل الدخول وانهم دخلوها بغته فاعترف القاده بماحدث واقرو بانهم دخلو المدينه على حين غفلة من اهلها خوفا من ان يتحصنو ويصعب عليهم فتح المدينه !! فكانت المفاجاه ان أمر القاضي جميع الجيوش الاسلاميه بالخروج من المدينه باكملها وارجاع كل شي الى ماكان عليه واعطاء المدينه مهله ثلاثة ايام ليخيروهم ويعطوهم المهله التي تمكنهم من اختيار ما يحلو لهم ... وعندما راى اهل المدينه ماقام به القاضي و العدل الذي طبق والانصاف الذي تحلى به المسلمون وان المسلمون خرجو بالفعل من المدينه التي فتحوها واستجابو لامر القاضي وافقو على الدخول في ذمة المسلمين وذلك اعجابا وانبهارا بمبدا العدل والانصاف الذي امتاز به المسلمين انذاك.
هذه هو السلاح الذي كان المسلمون يحاربون به اعدائهم, سلاح العدل والاخلاق الكريمه لانهم كانو يطبقون تعاليم الاسلام التي علمهم أياها رسولنا الكريم بحذافيرها التي ان طبقناها في حياتنا المعاصره جعلت من امتنا امة عظيمه.
منصور جابر الأسعدي
تعليقات