إلى جنة الخلد يا عم مصطفى بودي!! بقلم حمد الحمد
زاوية الكتابكتب أكتوبر 24, 2013, 1:13 م 1552 مشاهدات 0
تلقيت ببالغ الأسى خبر وفاة العم مصطفى بودي رحمه الله , وكان علي أن أسجل هذه الكلمات بحق الرجل, رغم أن معرفتي به وإن طالت أكثر من خمسة عشر سنه, إلا إنها تنحصر في اللقاء الذي يجمعني معه كل يوم جمعة في ديوان أل البحر في ضاحية الشويخ بعد صلاة المغرب حتى الساعة التاسعة مساء, وكان له مكانته بين رواد الديوان ومقعده المحدد , ملازمتي له في تلك الساعات المحدودة عرفتني على بعض ملامح شخصيته , فعندما يتحدث فهو فيتحدث بصوت منخفض , وعندما يحتدم صوت النقاش فأن صوته ينسحب ,وهو مرجع هام لنا عند الاختلاف عن أي حدث سياسي كويتي , ولا يحب أن يخوض في كل المواضيع , وفي بعض الأحيان عندما يختلط الحابل بالنابل نقاشياً ولا يعجبه الوضع يلتفت لي ويقول ( شرايك يا ابو عبدالمحسن ) واسعد بطلبه وأقول رأيي وان كان ذلك الرأي يضيع مع ارتفاع حدة النقاش, وكنت أسعد عندما يقول لي رحمه الله (مقالاتك جيده ) , وكنت اكتب مقالات أسبوعية في صفحة الثقافة بأحد صحفنا المحلية لفترة من الوقت, وبعد سنتين من الكتابة توقفت ,وهنا سألني رحمه الله ( لماذا لا تكتب هذه الأيام ؟) وأخبرته أنني انشغلت بكتابات أخرى ,وقدرت له سؤاله واهتمامه .
آبا جاسم رحمه الله كان مهموما وقلقا بشأن الوضع السياسي الكويتي ,وانه رغم إيمانه المطلق بالديمقراطية إلا إنه يرى أن هناك انحرافات خطيرة تهددها من البعض , وكان متخوفا من زمن الربيع العربي ولا يعرف ما هي نهاياته .
العم مصطفى بودي رحمه الله كان له علاقات طيبة مع الجميع من قيادة عليا ومواطنين , فكثرا ما أراه في مناسبات الزواج والعزاء يقوم بواجبه , رحمه الله كان أخر لقاء لرواد الديوانية معه وأنا احدهم يوم الجمعة الذي سبق عطلة هذا العيد .
تعليقات