عن الشرعية المصرية يكتب - مبارك العربود
زاوية الكتابكتب أكتوبر 24, 2013, 9:47 ص 882 مشاهدات 0
تعتبر مصر ركن رئيسي لقوة أو ضعف الوطن العربي و وجود هذا الوطن الكبير الذي سقته الأيام مرها و شرب شعبها من رحيق التعب و الفقر و بينما يعيش البعض الآخر من الوطن العربي بالغنى الفاحش و جعلوا الشعب المصري في آخر أهتماماتهم و في ذلك تستخدم مصر لخدمة مصالحها الضيقة بحجة المساعدات و الهبات المادية و العينية ! فمصر دائماً ما تكون في مقدمة الموقف العربي في كل المشكلات و الخلافات التي نواجهها سواء كانت داخل الوطن العربي أو خارجه ، و رغم اختلافي الشديد مع السياسية الخارجية المصرية و خاصة علاقتها مع الكيان الصهيوني (( إسرائيل )) في العقود الماضية ، إلا أن قوة مصر لا تكمن في رئيسها أو نظامها السياسي بل بتاريخها و موقعها الجغرافي و تقاربها بين الشرق و الغرب من الوطن العربي .
و بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي بالأنقلاب العسكري ضده و أعتصام (( حركة تمرد )) و عدد من الكيانات الأجتماعية الرافضة لوجود الأخوان في سدة الحكم في مصر من جهة و النظم العربية الرافضة للأخوان و نظام مرسي بالكامل الذي أتى عبر صناديق الأقتراع و ليس بالوراثة كما هم يريدونه في كل البلدان العربية ! ظهر في الوقت الحالي في مصر النفس القومي و بشكل لافت محاولين جهاداً إقصاء الفكر الديني من الحكم بل و العمل السياسي برمته و هذا لا يحقق العداله في إختيار المواطن المصري من يمثله في البرلمان أو في رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية ، و في حراك الفكر القومي هو أعتقاداً من قلة من المصريين أن عبدالفتاح السيسي هو خليفة جمال عبدالناصر الذي بسببه أكلنا مر الهزيمة في نكسة عام ١٩٦٧ التي لازلنا نعاني آثار تلك الهزيمة حتى عصرنا هذا خصوصاً في القضية الفلسطينية (( فرج الله كربهم )) فقد جعلت الكيان الصهيوني أكثر نفوذاً في العالم مروراً بمعاهدة كامب ديفيد و وادي عربه !! وفي ظل وجود نظام حسني مبارك لثلاث عقود من الزمن ذاق الشعب المصري خلالها مراره الظلم و أنتشار الفقر و نهب الموارد و قلة الوظائف و طغيان التجار و سحق الطبقة الفقيرة و المتوسطة و بيع الوطن بالجملة أو بالمفرد للتجار ! أصبح البعض الآخر وهم قلة من المصريين الآن بعد ٣٠ يونيو تائهين فكرياً بين الإيمان بالديمقراطية التي أخرجت مرسي رئيساً شرعياً لمصر بعدما أسقطوه بعد عام واحد في حكم مصر و بين الكفر بالديمقراطية و العودة لعصر جمال عبد الناصر و حسني مبارك (( أسأل الله أن لا يعيد ذلك الزمن )) !
و أنا أعتقد بأن حكم المصريين بالقوة و (( بالفتوة )) قد عفى عليه الزمن و أنتهى بلا رجعة ، و ما يحصل الآن في مصر هو إخفاء لواقع غالبية المصريين الذين ينشدون انتخابات رئاسية و برلمانية عبر صناديق الأقتراع شرعياً و إبعاد الجيش من العملية السياسية و إبقائهم في ثكناتهم العسكرية المنتشرة لحماية مصر من الخطر الخارجي و خصوصاً ذلك العدو الصامت و هو الكيان الصهيوني قاتلهم الله !!
تعليقات