الكويت دولة لا تعرف البناء والإصلاح.. هذا ما يراه محمد الدوسري

عالم اليوم

غربال  /  عمدة لندن وجليب الشيوخ

محمد مساعد الدوسري

لا يصدق عاقل لوهلة أن صفقة شراء مقر عمدة لندن يمكن تمريرها كمشروع تجاري صرف فقط، مع فجائية الاهتمام بانجلترا هذه الفترة، فمن اتفاقية امنية خصوصا بالانترنت، إلى إعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة من تأشيرات السفارة البريطانية، وأخيرا عرض شراء مقر عمدة لندن بمبلغ مليار ونصف جنيه استرليني.

طبعا هذه المليارات التي انهمرت على بريطانيا، لم تسمع عن منطقة في الكويت اسمها جليب الشيوخ، وهي المنطقة التي تقع غرب المزهرية الكبيرة المسماة «استاد جابر» غير الصالح للعب حتى الآن، ولا تعرف المليارات طريقها لمستشفيات الدولة في العدان والجهراء والفروانية والأميري، بل أنها تتجاهل أيضا إيقاف مناقصة بناء أربعة مستشفيات جديدة !.

يبدو أن رنين كلمة مقر عمدة لندن، أجمل على أذن المسؤول في الكويت من عبارة «أرواح المواطنين الكويتيين»، فهم على استعداد لصرف المليارات على عجوز أوروبا الشمطاء، وترك الشعب الكويتي يواجه مصيره مع الخدمات السيئة التي تقدم في مرافق الدولة كافة.

الدولة التي لا تعرف البناء والإصلاح، تتجه طبيعيا إلى شراء ما لا حاجة لها به، فالمليارات أتخمت خزينة الدولة، والفساد في كل مكان، والفوضى تضرب بأطنابها في مفاصل المؤسسات الحكومية، لدرجة أن تذهب الحكومة لشراء «مقر عمدة لندن»، وتترك المشاريع الحيوية الحياتية للشعب الكويتي.