العطل في الكويت أصبحت إجازة برصيد!.. خالد الطراح مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 1236 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  الشلل التام في العيد السعيد

خالد أحمد الطراح

 

• حتى تصبح الكويت مركزا ماليا وتجاريا اقليميا لا بد من تغيير النظم واللوائح التي وضعها ديوان الخدمة المدنية لأن العطل أصبحت إجازة برصيد.

مع إهدائي التهاني بالعيد الأضحى المبارك الذي قضى المواطنون عشرة أيام في راحة واستجمام يتمتعون فيه، أود ان أطرح قضية مهمة في نظري، الا وهي شلل حركة البلاد الاقتصادية والإنتاجية التي تجتاح مجتمعنا بين الحين والآخر. أبدأ بالتذكير بان العطل الرسمية في الولايات المتحدة عشرة ايام سنويا، وفي السعودية عشرون، وفي الكويت خمسة وعشرون، وفي لبنان مثلا قد تتجاوز الثلاثين. 

هناك علاقة متلازمة بين تقدم الدول وعدد أيام العطل. وهي علاقة عكسية، فكلما زاد عدد ايام العطل الرسمية تراجع مستوى التقدم والتنمية، وتراجعت إنتاجية الدولة. وقد ينبري قارئ فيقول ان أوروبا تعطل لمدة شهر في الصيف، وهذا كلام مغلوط لان الدولة تبقى تعمل بشكل كامل والبنوك والشركات والجهات الخاصة قد تعمل بشكل جزئي. 

بمعنى ان الإنسان إذا اضطر للقيام بعمل رسمي سيجد الموظف موجودا وراء مكتبه الا في العطل الرسمية، وكون الموظف في إجازة لا يمنع المواطن من تلبية احتياجاته لان الإدارة الحصيفة تضمن ذلك. ومن يثير مثل هذه النقطة معذور لأنه في بلد قد يغيب كل الوكلاء والمديرين في وزارة ما في إجازة في وقت واحد ويعهد بعملهم كلهم الى شخص واحد.

إن كثرة أيام العطل من سمات الدول الاشتراكية السابقة، حيث قيمة انتاجية الفرد ليست موجودة في ظل قيام الدولة بكل الأعمال. ان العطل التي تمنح بسبب ومن دون سبب تجعل المواطن يحس بان الدولة تمن عليه بهذه الأيام، ويخرج فرحا من عمله وهو يلهج بالمديح والثناء على الحكومة السخية. وما إبقاء المواطن الكويتي في حيرة من أمره بما سيقرره ديوان الخدمة المدنية من أيام العطل المرتقبة إلا دليل على حرص الحكومة على أن تظهر بمظهر الواهب والمانح في الوقت الذي يجب أن تحاسب على تعطيل حركة البلاد بلا داع. 

إن الحسنة الوحيدة لمثل هذه العطل أن الكويت تكون هادئة فيها لان الكثيرين يشدون الرحال حتى لو اخذوا قرضا للهروب إلى بلدان أخرى، وتعثروا فيما بعد بالسداد! المشكلة ليست في الشلل الكامل أثناء العطل الطويلة فحسب، وانما في الآثار المالية على الأسرة، فمن المستحيل أن الآلاف التي ملأت أوروبا وبعض البلدان العربية هي من فئة الأسر الميسورة ولا تعاني تراكم الديون، الا اننا نعلم أننا سنعود إلى المربع الأول في المطالبة برفع المعاناة عن المواطن المتعثر في سداد الديون! كما أن الظاهرة غير المستحبة والتي تطفو في أيام العطل بشكل مبالغ فيه، فهي تعمق النزعة الاستهلاكية بمختلف اشكالها ويترتب عليها استنزاف مداخيل محدودة للأسرة من خلال ضرورة السفر إلى الخارج.

إن المتجول في شوارع الكويت أثناء العطل يجد الشوارع خالية باستثناء عمال النظافة الذين واصلوا العمل من الفجر وإلى نهاية اليوم! لست على دراية بالاتفاقيات الدولية الخاصة بساعات العمل والراحة لكنني أكاد اجزم أنها غير مطبقة لدينا بالكامل.

إن النظم واللوائح التي وضعها ديوان الخدمة المدنية في ما يتعلق بوقوع العطلة بين أيام الراحة والتي بسببها أصبحت العطل إجازة برصيد، هذه اللوائح من المؤكد انها قابلة للتطوير والتحديث بما يخدم مصلحة العمل، ونأمل أن تتغير النظم، فمن غير المعقول ان تستمر الأحوال إلى أمد غير محدد، فالكويت في طريقها لتصبح مركزا ماليا وتجاريا اقليميا!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك