'أخلاقية'.. عبد العزيز الفضلي واصفاً قضية إغلاق المقاهي المختلطة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2013, 12:50 ص 890 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / استر على ما واجهت
عبد العزيز صباح الفضلي
قبل سنوات كنت في لندن أدفع لمكتب عقار قيمة الشقة التي استأجرتها فدخل علينا رجل من بلادنا، فجلس بجانبي وعرّف بنفسه وأخذ يتحدث بطريقة كشفت عن أنه لم يكن في حالة طبيعية وبأنه كان تحت تأثير المسكرات.
فلما انتهيت من دفع الإيجار وهممت بالخروج قال: يا الأخو استر على ما واجهت.
البعض قد يقع في المنكر لكنه يحرص على الاستتار عن أعين الناس خوفا من الفضيحة وحتى لا تسقط هيبته من أعين الناس، وهذا نسأل الله تعالى أن يستره وأن يمن عليه بتوبة لا يعود بعدها إلى الذنب أبدا.
لكن المشكلة تكمن في من يقع بالفاحشة ويرتكب الآثام ويحرص على المجاهرة فيها، وهذا المسكين يقع في مخالفات مركبة، فهو أولا يقع في محارم الله، ومجاهرته بها هي نوع من الاستخفاف بمن حرمها ويدخل ذلك في باب المعاندة مع الله، وثانيا هو يجاهر بمعصيته فيكشف ستر الله عنه، والأمر الثالث أن مجاهرته بالمعصية هي دعوة لنشرها والتشجيع عليها.
وأمثال هؤلاء هم من يحتاج المجتمع بأسره إلى مواجهتهم ومنعهم من الاستمرار في ترويج فواحشهم، والسبب أن الله تعالى يبتلي المجتمعات التي تنتشر فيها الفواحش وتكون معلنة بالأمراض والأوبئة التي لم تكن في من سبقهم، ولعل مرض الإيدز الذي انتشر في المجتمعات التي تجاهر في المعصية خير دليل، ولم يكن هذا المرض معروفا قبل ذلك.
ومواجهة هؤلاء والأخذ على أيديهم مطلوبة من كل من له صلاحيات، ولذلك وجب الإنكار باليد واللسان والقلب كل بحسب سلطته. وإنكار المنكر على هؤلاء يحفظ البلاد من نزول البلاء وكما قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ).
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة المقاهي الشعبية، وللأسف أن بعضها قد تجاوز في خدماته الأعمال التي منحت الرخصة من أجلها، ولذلك ساءت سمعة بعض تلك المقاهي بسبب الخدمات غير المشروعة التي تقدمها، فأصبح بعضها مرتعا للفساد وللقاءات المحرمة بين الجنسين، ناهيك عن تجاوز بعضها لتقديم المخدرات.
لذلك قامت تلك الانتفاضة من قبل بعض أبناء الجهراء الشرفاء لمنع تلك المقاهي المخالفة من الاستمرار في دورها المشبوه في إفساد أخلاقيات المجتمع، شارك في هذه الحملة أطياف مختلفة من أبناء تلك المحافظة ومنهم شباب جمعية الإصلاح الاجتماعي.
وهؤلاء المخلصون نقدم لهم كل الشكر والتقدير على غيرتهم على بلادهم وحرصهم على نظافتها من كل من يريد تدنيسها بأفعال مشينة من أجل كسب مادي، أو إلى ما هو أبعد وهو التدمير الأخلاقي.
والعجب أن تجد من ينتقد هؤلاء المخلصين على وقفتهم في وجه الفساد، ويحاول تسييس الموضوع، مع أنها قضية أخلاقية تمس أمن المجتمع واستقراره.
تحذير ونصيحة
أما التحذير فلكل من يسعى لنشر الفساد في المجتمع بأي وسيلة كانت أذكره بقوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) وبقوله عليه الصلاة والسلام (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) .
وأما النصيحة فهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام والتي يقول فيها: (اجتنبوا هذه القاذورات فمن ألمّ فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله)...
تعليقات