هل هوَ حقا مسؤولٌ كويتيّ؟ بقلم: وليد المحب

زاوية الكتاب

كتب 1328 مشاهدات 0

مرزوق الغانم

في غاية الأهمية كانت حلقة برنامج 'لقاء خاص' التي عرضتها القناة الأولى في تلفزيون الكويت مساء الخميس 10/10/2013 والتي أتاحت للجمهور الكويتيّ والعربيّ التعرّف أكثر على رئيس مجلس الأمة الأستاذ مرزوق علي الغانم.

لم يسبق لأحد من الكويتيّين أو لأي عربيّ متابع للشأن الكويتيّ أن رأى مسؤولا سياسيّا شابّا يشغل منصبا كويتيّا بهذا المستوى الرفيع، إلا انّ 'شبوبية' الأستاذ مرزوق لم تكن الأمر الوحيد الذي شدّ انتباه المشاهد الحريص على الاستنتاج، فانسياب الحديث بمضمونه العميق جَعلت 'الشبوبية' أقلّ ما يتمتّع به هذا الرجل الواعد.

طيب الأخلاق والتواضع لاحظها المشاهد في العبارات التي وجّهها الضيف إلى مقدّم البرنامج 'أخوي عبد الحكيم' و'أخوي أبو محمّد'، ثم لاحظها المشاهد أيضا عندما راح الأستاذ مرزوق يسمّي أعضاء الوفد الذي رافقه في أسفاره الأخيرة وشكرهم 'أخت أخت' و'أخ أخ'، ثمّ ربط نجاح مهامه بحسن أداء أعضاء الوفد الذين عملوا بروح الفريق فاعتبرهم جنودا مجهولين. ولم يكن الشعب الكويتي بعيدا عن تعابير الإحترام بصياغة لا تصدر إلا عن متحدّث صادق إذ قال: 'أتمنى أن نكون على قدر طموح الشعب الكويتي'، وكذلك قوله: 'أفخر أنني جزء من شعب يستحقّ'.

من خلال شفافيّته، اتضح أن الأستاذ مرزوق يحترم أيضا عقل المُشاهد، وتفوّه بكلام لم يسبقه إليه أحد، ففي معرض ردّه عن سؤال حول نتائج زيارته إلى الأردن قال: 'قمت بتسليم رسائل لا أستطيع أن أتكلم عن بعضها'. والأمر تكرّر في معرض ردّه عن سؤال مُشابه حول نتائج زيارته إلى تركيا: 'كانت هناك بعض الرسائل إلى القيادة السياسيّة والتي لا تحتمل التأجيل، لا يمكنني الإفصاح عنها وهي تتعلق بالأوضاع الراهنة'. قد يقول قائل: 'أين الشفافية وهو لا يفصح؟' الجواب: 'على طارح السؤال أن يتعلم أبجدية العمل السياسي وخاصة في ظروف الأزمات'. نعم، إنها قمّة الشفافيّة التي لا يطلب أي مواطن صالح، واع، واثق بقياداته جرعة أكبر منها.

لا يتسع المقال هنا لسرد ما استوقف المشاهد من إشارات طيبة تخللت المقابلة المتلفزة، فمع طرح كل موضوع كان شرح الأستاذ مرزوق وافيا ومُطمئنا مع استدلالات مقنعة، سواء بشأن القدس، العلاقة مع إيران، إجراءات رفع فيزة 'شينغن'، الأنشطة البرلمانية القادمة.

من شاهد تلك الحلقة من الكويتيين والمهتمين بالشأن الكويتي، لا يسعه إلا ان ينتظر بلهفة إطلالة الأستاذ مرزوق القادمة والتي سيتناول فيها شؤون بلاده المحلية، تلك المقابلة التي أكد الضيف كما مقدّم البرنامج أنها ستكون قبل موعد دور انعقاد مجلس الأمة القادم. وأملنا كبير بأن يتمّ التركيز على حال وزارة الإعلام الكويتية والإخفاقات التي شهدها قطاع الإعلام الخارجي، سيما في لبنان توأم الكويت.

الآن -رأي: وليد المحب

تعليقات

اكتب تعليقك