كامل الفضلي يكتب: ' نزيع ولا منزعش ' ؟

زاوية الكتاب

كتب 2498 مشاهدات 0

كامل الفضلي

 

ذهبت الى النوم بعد يوم شاق مليئ بهموم الحياة وصعوبتها رغم أن شباك غرفتي تفوح منه رائحة النفط المصفى وكعادتي قبل النوم ادعو من صميم فؤادي علّ الله ان يجلب جاثوما صافي النية من النوع ' الناصح ' ' الواعظ ' على صدر أحد المسئولين يذكره بعقوبة عدم إلغاء كلمة ' بدون ' من قاموس حياة محطمي الرقم القياسي للصبر المسجل بإسم سيدنا أيوب .

استيقظت يا جماعة على الانفاس الاخيرة من جرس منبه لسان حاله يقول ؛ إن لم تقطعني قطعتك ،، تذكرت حينها أنني تأخرت على موعدي لتجديد البطاقة اللامدنية والتي 'لا تعتبر هوية شخصية ' من الجاني والمجني عليه والشهود والمشهود عليه والقاضي والمقضي عليه جهازنا

' عرجب 'الله خطاه . وانا بالطريق ' حلفت عمري ' ان اضبط النفس جهة القبلة ذاكرا الله مستغفرا محتسبا طالبا منه ان يثبتني عند السؤال وعلى كم القهر الذي سأواجهه والا تكون ردة فعلي من النوع الذي يجلب لي تهمة
' الاعتداء على موظف أثناء تأدية تعسفه ' .

عند وصولي امام باب الجهة المقصودة القاصدة ان تجعل جل طموحي بطاقة بلاستيكية صماء ستظل حبيسة الـ ' بوك ' سنة ميلادية كاملة ربما أشهرها في وجه احد رجال الامن حين يطلبها .. المهم فتحت الباب واذا بممر مفروش ببساط أحمر و 'قهوجي ' يستقبل المراجعين بـ ' دلته 'ولوحة مكتوب عليها ' قسم نزاعات القيد الامني ' ! تراجعت عدة خطوات الى الوراء خشية أن أكون ' غلطان في النمرة ' فكما يعلم الجميع الواحد منا لا يزور هذا الصرح الزجاجي الذي يرمي الناس بالحجارة الا مرة واحدة في السنة وكل معلوماتنا عنه أنه عبارة عن ' دريشتين ' واحدة لتسليم مغلف وأخرى لاستلام بطاقتنا سالفة الذكر و ' سافلة ' المضمون فلولاها ' ما تعنينا ' فالعلاقة بيننا وبين موظفي الجهاز علاقة حب ليست من طرف واحد ولا حتى من طرفين ولكن من طرف ثالث ،، المهم حاولت ان استجمع قواي الجغرافية لمعرفة حقيقة أين أنا واذا بأحد أبناء جلدتي خارجا من الباب والغريب وما غريب الا ' شوشو ' أنه وعلى غير عادة الخارجين من دهاليز هذا المبنى كان مبتسما حد الثمالة فالعرف يقول بأن الداخل من هذا الباب مفقود والخارج ايضا مفقود .. بادرته بسؤال : ' أنا فين ' ؟ فقال طربا : انته هنه .. هنه هووو .. إنئلوو مين .. ئلووو عموو .. عموو مين !! ففقرت فاهي مندهشا في الوقت الذي أراني فيه عرض ' مقفاه ' ،

دخلت بعد إحتسائي للقهوة ذات اللون الاشقر المائل للسواد كنوع من أنواع المساواة وإحترام النسيج الاجتماعي واذا بموظف يستقبلني بكل حفاوة قائلا : تقديم ولا إستلام ؟ فقلت : تقديم فقال : تقدم الى ذلك المقدم فهو صاحبك ،، واذا بالاستقبال يزداد حفاوة فسألني المقدم : ما تاريخ أقدم ثبوتياتك في البلاد يا أخي ؟ فقلت : لست متأكد ولكن ان لم تخني الذاكرة فيعود لاكثر من سنتين ضوئيتين وواحدة قمرية واخرى غير قمرية ! هنا ابتسم في وجهي وقال : لا لا لقد تاب الله علينا وقررنا تجنيس كل من يثبت وجوده قبل 30 سنة فورا ! كنت أنتظر ان ينتهي هذا اللقاء ' الخطافي 'بسؤال : 'نزيع ولا منزعش ' وإذا به يستأذني دقيقة لينهي معاملة معاق والده شهيد عمه أسير أخوه لاعب منتخب جده محارب.

' عتيج ' خاله مازال عسكري إبن خاله مشارك في أوبريت الصداقة والسلام فقلت له : خذ راحتك ،، في تلك اللحظة أحسست بشئ ما يجثم على صدري واذا به إبن أخي صاحب العشر سنوات يصرخ في وجهي : عمي عمي باركلي لقد حصلت على شهادة الميلاد أخيرا !! نعم يا سادة كان حلم .. شنو الواحد حرام يحلم ؟

 كامل الفضلي

الآن -رأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك