عن مسرحية 'إيران الصديقة'!.. يكتب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1621 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  ذئاب وأحمال

د. وائل الحساوي

 

قال (النتن ياهو) في كلمته في الامم المتحدة بان الرئيس الايراني روحاني هو (ذئب في صورة حمل)، وان ما يدعو إليه من شعارات للسلام اليوم هو خداع للعالم لكي يتجنب العقوبات على بلاده بسبب برنامجها النووي، وقال ان اسرائيل لن تسكت عن برنامج ايران النووي وانها تعطي نفسها الحق بالرد على ايران متى شعرت بالخطر!!
كلام نتنياهو صحيح ومطابق للواقع، ولكن كلامه قد لا ينطبق على روحاني الذي يحمل أفكارا اصلاحية ويتمنى لايران علاقة طيبة مع الغرب لاسيما وان المقاطعة الاقتصادية لايران قد ضيقت عليها الخناق، ولكن الكل يعلم بان مفاصل الدولة ليست بيد روحاني ولكنها بيد المرشد الأعلى خامنئي الذي يتحكم بالجيش والاعلام والبرلمان والحرس الثوري والسياسة الخارجية والذي يملك حق النقض ضد أي قرار حكومي أو برلماني.
قبل اشهر عدة كان احمدي نجاد هو رئيس ايران وكان يتكلم بلهجة تصادمية مع دول الغرب ويندد بالكيان الصهيوني ويدعو لمهاجمته، ويندد باسطورة الهولوكوست النازية ويعتبرها خدعة وكذبا، وكان خامنئي وقتها مرشدا أعلى ولم يعترض على كلامه، ثم تغير رئيس الدولة وجاء روحاني مغايرا لنجاد 180 درجة (من حيث الخطاب) وكان خامنئي مرشدا أعلى ولم يعترض!!
إذاً فالقضية لا تتعدى مسرحية رخيصة تقوم بها الادارة السياسية في ايران لتضحك بها على شعبها وعلى العالم، فهل نتوقع من رأس الشر نتنياهو أن تنطلي عليه تلك الألاعيب لاسيما وان البرنامج النووي الايراني قد قرب على الاكتمال، ولا يصدق عاقل بانه برنامج سلمي لا دخل له بالاسلحة النووية، والا فلماذا تتحمل ايران ذلك الضغط الرهيب والمقاطعة الدولية وتجويع شعبها من اجل تشغيل مولدات للكهرباء تعمل بالطاقة النووية بدلا من النفط؟!
انا على يقين بان الشيء الوحيد الذي يمنع الكيان الصهيوني من ضرب المفاعل النووي الايراني هو أن ايران تقوم اليوم بدور مهم لا غنى لاسرائيل عنه وهو منع النظام السوري من السقوط حيث تدفع بــ 60 الف مقاتل من لبنان والعراق وايران، ومليارات الدولارات للاسلحة الفتاكة للدفاع عن هذا النظام ضد شعبه، وها قد شاهدنا بأم أعيننا كيف تحول اوباما (ذلك الحمل في صورة حمل) إلى مدافع عنيد عن الكيان الصهيوني عندما حوّل القضية في سورية من صراع بين شعب مضطهد ضد جلاديه، إلى قرار بنزع الاسلحة الكيميائية من النظام ارضاء لخاطر نتنياهو (ذلك الذئب في صورة ذئب)!!
أن اخوف ما نخاف منه هو أن تنطلي على دولنا في الخليج الخدعة الايرانية لنعتقد أن ايران قد تحولت إلى دولة صديقة لنا بمجرد الوعود الحالمة من قيادتها وان نهمل الاستعداد الكامل لصد أي عدوان ايراني محتمل على بلادنا، كما اننا نخشى أن تركن دول الخليج إلى اتفاقيات الحماية مع الولايات المتحدة والغرب وتترك الاستعدادات لصد العدوان المحتمل، لتجد ان الفوضى الخلاقة قد اكتسحتها من حيث لا تشعر، لاسيما وقد قرأنا قبل ايام في جريدة «النيويورك تايمز» - التي يسيطر الصهاينة عليها - عن مخطط تقسيم السعودية إلى خمس دول والعراق إلى ثلاث دول وسورية إلى ثلاث دول واليمن إلى دولتين وهكذا!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك