إيران لم تبد يوماً أطماعاً في أي دولة خليجية.. برأي علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 1158 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  العرب يخطئون الحساب مرة أخرى!

علي أحمد البغلي

 

السياسي المصري البارز محمد البرادعي قال عن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، التي تمثلت باجتماع وزير الخارجية كيري مع وزير خارجية ايران ظريفي، ان الحوار بين الدولتين هو مفتاح الاستقرار لمنطقة الشرق الاوسط.. وان التصعيد وفشل السياسات بين ايران واميركا وراء التخبط والصراع في منطقة الشرق الاوسط، وعلينا الا نضيع الفرصة مرة ثانية.

فزيارة الرئيس الايراني روحاني للولايات المتحدة، وحديثه من على منصة الامم المتحدة وفي استديوهات تلفزيونات الشبكات الاخبارية الاميركية وعلى تويتر، والذي استأثر بالاضواء مع مسحة من تفاؤل لتغييرات قادمة في السياسة الايرانية، تخرجها من طوق العزلة والعقوبات المفروضة عليها.

الزيارة توجت بالمكالمة التاريخية بين الرئيسين الأميركي والإيراني... الذي يقول كل طرف ان الآخر طلبها، ولكن المهم انها حصلت، وهي نتاج سياسة واقعية برغماتية تركز على المصالح وليس العواطف والمشاعر.

***

وهو درس مجاني لقادتنا العرب وبعض دول الخليج، ولكثير من القوى السياسية خصوصاً الاصولية بطرفيها المعتدل والتكفيري!

فهذه الأطراف تبنت خطا معاديا لإيران على طول الخط، واتهمتها بشتى التهم، وكالت لها الشتائم والاهانات، واقلها نعتها بالدولة الصفوية المتآمرة على دول الخليج وحلمها بالتوسع والسيطرة!

وحدها الكويت شذّت عن ذلك الموقف المتشنج، وتعاملت مع ايران كجارة كبيرة، لم يصلها منها اي اذى او ضرر... فمن فجر القنابل وقتل المدنيين الكويتيين في الثمانينات هم اشقاؤنا الفلسطينيون، لكي يلووا ذراعنا لإعطائهم نصيبهم من ثروتنا (جماعة بو نضال)؟! ومن غزا الكويت ومحاها عن الخريطة وقتل ابناءها وشرد شعبها، هو الشقيق العراقي المجرم ممثلاً بصدام، الذي ساندته القوى الأصولية العربية، ممثلة بحركة الإخوان المسلمين... وقد شجبت ايران ذلك العدوان في الدقائق الأولى بعد حصوله.. يجب ان يفهم الجميع ان ايران دولة كبرى ولها مصالح متشعبة ومتجذرة في العراق ولبنان وسوريا، وهي مصالح مشتركة مع تلك الدول او الشعوب... وهو امر مفهوم ومتداول ومطروح في العلاقات بين الدول... ويجب ان يفهم الجميع انه لا يوجد خليجي، مهما كان انتماؤه المذهبي، يتمنى ان تحكمه ايران التي لم تبد يوماً اطماعاً في اي دولة خليجية.

الآن وقد بدت بوادر المصالحة بين ايران واميركا، التي كان بعض العرب «يشدون بها الظهر» ويأملون منها ان تقوم نيابة عنهم بتأديب ايران وتحجيمها، يتبين لنا ان العرب هم افضل، او خير اهل الأرض في الرهان على الحسابات الخاطئة!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك