'العلي' جانبه الصواب في انتقاد مسؤولي الأشغال.. بنظر عادل الإبراهيم

زاوية الكتاب

كتب 904 مشاهدات 0


الأنباء

قضية ورأي /  الازدحام مسؤولية مشتركة

د. عادل إبراهيم الإبراهيم

 

يشكل الازدحام والاختناقات المرورية هاجسا لدى الجهات المعنية الحكومية والأهلية لما لها من تأثير مباشر على مستخدمي الطرق وتأثير ذلك على مجريات العمل اليومي وتزداد حدة مع بداية العام الدراسي مع غياب تنفيذ الخطط الخاصة للنقل الجماعي على الأقل في المنظور القريب مما يفاقم من مشكلة الازدحام على كافة الطرق.

ولا شك ان الازدحام المروري سمة المجتمعات المعاصرة نتيجة للتطور العمراني والنمو الاقتصادي، حيث تعمل الجهات المعنية على إيجاد الحلول الكفيلة للحد منها وهذا لا يكون إلا بتكامل العمل فيما بينها وفق خطط واستراتيجيات واضحة المعالم وفترات زمنية محددة للإنجاز خاصة بين الأشغال والمرور والبلدية والجهات البحثية العلمية، ولهذا السبب أنشئت لجنة بين تلك الجهات المعنية لوضع وتنفيذ واقتراح الحلول الهندسية لمعالجة الاختناقات المرورية وتحقيق انسيابية المرور في إطار المخطط الهيكلي للدولة.

وكم كان لافتا النقد اللاذع الذي وجهه الوكيل المساعد لشؤون المرور لوزارة الأشغال وتحميلها مسؤولية الاختناقات المرورية في الشوارع، وأنها مقصرة في أداء الدور المنوط بها.

ولا شك أن هذا النقد قد جانبه الصواب على اعتبار أن الإدارة العامة للمرور شريك أساسي في وضع الخطط الهندسية مع وزارة الأشغال التي تعمل حاليا على تنفيذ وتطوير الطرق والجسور وفقا للدراسات الموضوعة بالتعاون مع الجهات المعنية ومنها المرور ولا تعمل من فراغ، ولا يخفى أن إنشاء الطرق السريعة والجسور يتطلب وقتا زمنيا للانتهاء منها. والتي تتطلب تفهما وتعاونا من مستخدمي الطرق، خاصة أن هناك الكثير من مشاريع الطرق تحت التنفيذ والتي ستؤتي ثمارها في الحد من الازدحام والاختناقات المرورية وعندما أشير إلى ذلك لست مدافعا عن وزارة الأشغال ولكن كمراقب للشأن المحلي كما أن الأمر يستدعي من الإدارة العامة للمرور في إطار تكامل الجهات المعنية ضمن اللجنة المشتركة في المساهمة في التقليل من الازدحامات المرورية قدر المستطاع وخاصة في الطرق تحت التنفيذ وليس إلقاء اللوم على جهة أخرى وتحميلها كافة الأخطاء والتقصير وهذا ليس من العدل في شيء كما ان الإدارة العامة للمرور تعمل جاهدة بحكم أنها شريك في وضع الخطط والاقتراحات على العمل وفقا للواقع.

ولا يخفى أن التجديد بالإدارة يتطلب التجديد في الأفكار وإيجاد الحلول المناسبة للواقع وهذا ما نأمله من الوكيل والذي لا نشك في حرصه على تطوير العمل الأمر الذي يتطلب نقد الذات أولا وليس نقد الآخرين فقط والدخول في مهاترات إعلامية كل ينقد الآخر فيما بين الجهات الرسمية المعنية، خاصة أن ظهور ذلك النقد في العلن كما في تصريح الوكيل المساعد لا يساعد على وجود بيئة عمل صحية وتعطي انطباعا سلبيا لدي الجمهور عنه او هل كان هذا النقد غير المبرر وسيلة لإخفاء قصور المرور في مواجهة الازدحامات والاختناقات المرورية الحاصلة خاصة مع الوعود بالقضاء عليها منذ فترة، نحن نقدر كامل التقدير ما يقوم به الأخ العزيز اللواء عبدالفتاح العلي من إجراءات إدارية تتعلق بعمل إدارة المرور من تحصيل أموال الدولة وضبط الحركة المرورية وغيرها من الإجراءات، ولكن العتب يبقى في إطار النقد البناء ونعلم كم الضغوط الهائلة على كاهله نتيجة تصريحاته الإعلامية منذ تسلمه زمام الأمور في القضاء على الازدحام المروري ووضعه تحت المجهر الشعبي والإعلامي.

نعم لا شك أن وتيرة العمل في الطرق والجسور الجديدة بطيئة ولكن عجلة العمل تسير من هنا فان تكامل عمل الجهات يتأتى ببذل كافة الجهود للإنجاز لا لإثارة المجتمع وإسقاط القصور على جهات أخرى، هذا ما نأمله من القائمين على المرور بالعمل يدا واحدة كفريق متكامل مع الجهات المعنية الأخرى يضع الصالح العام أمام عينيه بعيدا عن الإثارة، خاصة أن المرور جزء من ذلك الفريق.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك