النظام الممانع يبيع شرفه في سوق النخاسة !

زاوية الكتاب

كتب 1973 مشاهدات 0

موفق عناد فهد العنزي

عندما صرحت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة أن أي خطوة سيقدم عليها النظام السوري بمجرد التفكير باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبة ستكون عواقبه أليمة ! وأن أوباما سيعتبرها خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها ! ، في الوقت الذي لا يزال النظام السوري ومنذ ثلاث سنوات يستخدم كل ما يملك من أسلحة لتدمير المدن وقتل الشعب السوري !

لقد تعدى النظام السوري كل الخطوط وكل ألوان' قوس قزح ! ' بما فيها اللون الأحمر ! واستخدم النظام غازالسارين في غوطة دمشق وراح ضحيتها مئات المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء ، وإزاء ذلك الحدث بدأت الولايات المتحدة مساعيها لحشد تأييد دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري ، فلم يكن الموقف الأمريكي لوقف آلة القتل السورية التي حصدت أكثر من 120 أف قتيل ! هو السبب ! بل فقط لأن بشار استخدم السلاح الكيميائي ! ، فما يهم الغرب والولايات المتحدة أن النظام السوري لم يعد قادراً على تأمين الأسلحة الكيماوية أو المحافظة عليها ! وازداد خوفهم تدريجيا من احتمال سقوط تلك الأسلحة بيد المجموعات ( الإرهابية ) ! .

عندما أيقن الروس أن الولايات المتحدة ماضية في توجيه ضربة عسكرية لسوريا ، أرغمت النظام السوري وقبل فوات الأوان على الموافقة على التخلص من أسلحته الكيماوية وتأمينها دوليا في مقابل أن لا تقوم الولايات المتحدة بضربه ! ، فلم يكتشف السلاح الكيماوي صدفه ! حين قصفت قوات الأسد ' خان العسل ' والغوطة ' بالسلاح الكيميائي بل كانت الولايات المتحدة والغرب على علم بأن النظام السوري ومنذ فترة طويلة ! يمتلك مخزوناً هائلاً من الغازات الكيميائية ، فقد تغاضوا عنها سابقاً فقط لأنهم متأكدون من أن نظام الممانعة ! لا يشكل خطراً على إسرائيل ! ، في مقابل ذلك فإن النظام الذي لم يتجرأ منذ أربعين سنة ! أن يطلق على الكيان الصهيوني طلقة واحدة سيعمل المستحيل ليبقى محتفظاً بالسلطة ولن يتنازل عن سلاحه الكيميائي فقط ! بل سيبيع المقاومة وشرفها ! في الأسواق الدولية وسيرضى بكل المقترحات والوصايا الغربية .

إن إسرائيل هي صاحبة القرار الوحيد في تحديد مصير الأسد وبقاء نظامه من عدمه وهذا الكلام يعلمه النظام السوري نفسه ويعلمه من يفقه شيئا في السياسة ، فاللعبة الدولية أصبحت مكشوفة فالنظام السوري يقدم نفسه للغرب كخادم لمصالحهم ! وإسرائيل نفسها لن تجد نظاما أمّن حدودها كالنظام السوري حتى بات الخط الفاصل بين إسرائيل وسوريا من أهدأ المناطق الحدودية في العالم ! ، فلم نرى من نظام الممانعة إلا الشعارات الجوفاء الخالية من التطبيق الفعلي على الأرض وشاركه القوميون ! العرب الشعارات والهموم نفسها ! ، إن مواجهة إسرائيل بالنسبة لنظام الممانعة ليست بالرصاص والبندقية بل بالخطب الرنانة في كل مناسبة ! ، فالدولة التي تترك إسرائيل تستبيح سماها ليل نهار على قول السوريين '' بالطالعة والنازلة '' ليس بمقدورها تحرير الأرض أو الدفاع عن العرض!.

الحقيقة المرة التي يجب على السوريين أن يعوها أن نظامهم الممانع عميل قذر لا يملك ذرة من الإنسانية أو الحيوانية حتى ! ، فقد استخدم جميع ما يملك من أسلحة تقليدية وكيميائية لقتله ، ولا يتوان عن فعل أي شيء ليظل جاثماً على صدور السوريين ، في ظل تآمر دولي أصبح واضحاً للعيان ، ينبغي أن يدرك الثوار والمعارضة السورية أنهم وحدهم من سيصنع النصر بعد الاتكال على الله تعالى ، وأن لا يعولوا على أحد لا غرباً أو عرباً ! ، وأن مصيرهم أن يواجهوا عدواً جبانا جلب مرتزقة ليحاربون معه ودولاً عظمى تحميه وتؤمن سلاحه .

أما النظام العالمي التي تقوده أمريكا فما كان منه إلا أن يخاطب بشار قائلا: ' سلم سلاحك الكيماوي .. تسلم ! وواصل قتلك للسوريين بالأسلحة التقليدية ! ' ، هذا نظام الممانعة الذي يتم حمايته دولياً وللأسف .. عربياً !! .
ورسالة إلى الشعب السوري المقاوم للظلم والاستبداد ، نردد معاً شعاراً فيه العزة والكرامة ' للنصر موعد .. رجاء الموقنين ..وللظالم حسرة يوم الخاسرين .. والفرح يومئذ للمؤمنين .. الصابرين .. المتقين ' .

موفق عناد فهد العنزي

بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة

الآن - موفق العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك