الاخوان(13-15) بن لادن وبن سميط -بقلم محمد المطوع

زاوية الكتاب

كتب 2649 مشاهدات 0



الأخوان , لا يمكن لأحد إنكار فضلهم في الدعوة للشعائر الإسلامية من صلاة وصيام وزكاة وحج ... الخ , فهم نشيطين في هذه الناحية نشاطا واضحا وممتازا, ولكن يعيبهم أنهم يستغلون هذا النشاط لعرض الدنيا وليس لأجر الآخرة, فهم يقيمون الصلاة ويصومون كثيرا ولكن حين تأتي الواجبات والحقوق يتوارون خلف تبريرات واهية ليتنصلوا مما فرضه الله ونصح به الرسول, وفي خضم دعوة الأخوان تعلم بها ومنها كثير من الزعماء والمشاهير, وممن تعلم من دعوة الأخوان في بادئ عهدهم هما المرحوم أسامة بن لادن والمرحوم عبدالرحمن السميط , ولكن كلتا الشخصيتين افترقا عن نهج سير الأخوان وإن لم يبتعدا, وأمسى لكل منهم طريق سلكه.
عبدالرحمن السميط رحمه الله تأثر بالإخوان حيث كانت هي الفئة السائدة في الكويت كتنظيم إسلامي وكانت له علاقات طيبة معهم, ولكن يتضح من سيرة الراحل بأنه لم يتحصل على دعم الأخوان في بادئ الأمر وأن جهوده الإغاثية لم تحضى بدعم قادة الأخوان في بادئ عهدها, ولكنه رحمه الله أختار طريق الدعوة الحقة التي لا تستخدم العنف ولا الإرهاب فخدم الإسلام والدعوة خدمة لا يضاهيها خدمة أخرى في عصرنا هذا, فلقد اسلم على يديه ومجموعته حوالي إحدى عشر مليون شخص وعالج الملايين منهم وساعد على إغاثة الناس من المجاعة والجهل.
أسامة بن لادن رحمه الله سلك طريق العنف والسلاح, وكان في بادئ الأمر محقا يدافع عن الأفغان المظلومين الذين تم غزو بلادهم وتشريد أبناءهم, ولكن وبعد انسحاب القوات الغازية على اثر دحرها من قبل المجاهدين استمر بن لادن بالعنف وبحمل السلاح, مما أتى على المسلمين بالكوارث تتلى وتم احتلال بلاد المسلمين واحدة تلو الأخرى نتيجة للمواجهة الغير متكافئة.
السؤال المهم كم صرف المرحوم السميط من أموال وكم عدد مساعديه وماذا جني المسلمين من أعمال السميط الدعوية الإغاثية السلمية من زيادة أعداد المسلمين ومن إغاثة للمسلمين ورفع مستواهم المعيشي والصحي والتعليمي والديني, وفي الجانب الآخر كم صرف المرحوم بن لادن وكم عدد مساعديه وماذا جني المسلمين من أعمال بن لادن الحربية من نقص عدد المسلمين بالقتل والجرحى وكم ضعفت الدول وزاد جهل الناس وزاد عدد مرضاهم وأنخفض مستوى معيشتهم, جواب السؤال محير وصادم , فرغم ان أعداد مساعدي السميط اقل بكثير من أعداد الشباب خلف بن لادن وكذلك ماصرفه السميط من أموال أقل بكثير ولا يقارن بتاتا بما صرفه بن لادن, إلا أن نتائج أعمال السميط اكثر فائدة للمسلمين وللناس كافة , وتفكر أيها القارئ بعد تحرر أفغانستان من الغزو السوفيتي لو أن بن لادن اتجه للدعوة للدين الإسلامي , لو فتح بن لادن بالأموال مدارس لتعليم أصول الدعوة, ونشر دعاته في أرجاء أوربا وأمريكا, لأصبح المسلمين يشكلون الغالبية العظمى في العالم.
في يومنا الحاضر , مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول التي نجد أن الأخوان بدءوا ينحوا إلى العنف بدلا من الدعوة السلمية وبدأ الإخوان يدفعون شبابهم للأرهاب بدلا من مساعدتهم على رفع مستواهم الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي, الإخوان بدءوا ينتهجون أسلوب بن لادن رغم ما جلبه من معاناة للشعوب الإسلامية , ويتركون أسلوب السميط رغم أنه اثبت جدواه للشعوب الإسلامية وللعالم كافة.
الحكومة الكويتية تبرعت بمليارات الدولارات لمصر, فأتمنى أن يتم تخصيص مليار دولار منها لبناء تجمعات تنموية في أرجاء مصر يطلق عليها اسم المرحوم عبدالرحمن السميط على ان تكون ضمن هذه التجمعات التنموية مدارس دعوية إغاثية تنتهج أسلوب وطريقة مدرسة المرحوم عبدالرحمن السميط, وذلك بهدف جذب الشباب المصري والعربي المؤمن بالله ورسوله واحتواءهم وتوجيههم للطريق السليم للدعوة الإسلامية, بدلا من تركهم عرضة لاستغلال من قبل حزب فاشي يوجههم سوء التوجيه, ان إنقاذ الشباب من التوجيه الخاطئ هو المطلب الأساسي والملح لإيقاف تدهور دولنا وشعوبنا.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور

الآن - كتب : محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك