حكومة المالكي تسير على نهج 'المرحلة الصدّامية'.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1374 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  نهج المالكي في العراق

ناصر المطيري

 

ما يواجهه العراق والعراقيون اليوم ليس أقل خطراً من العهد البائد لصدام حسين، فالعراق الدولة يتعرض للتقسيم الطائفي الذي سيمزق أوصال الخريطة العراقية في ظل حكومة نوري المالكي التي زرعت بذور الطائفية وروتها بمياه التبعية لايران، وإذا كان صدام قد رحل بعد أن قاد العراق إلى حروب مدمرة وقبضة أمنية شديدة أهلك فيها آلاف العراقيين بين قتلى وسجناء ومعذبين إلا أننا نرى اليوم «النزعة الصدّامية» تحوم فوق العراق من جديد وتسير حكومة المالكي المنتخبة على نهج المرحلة الصدامية.
يدرك العراقيون جيداً أن الحرب الدائرة اليوم هي حرب السياسيين أنفسهم، وانهم وحدهم يريدون أن يحوِّلوا البلاد «مسلخاً» تعرض فيه الجثث، ومنبرا لخطبهم ومحطة لسرقاتهم وحروبهم الطائفية، مسلحين بالمال الذي سرقوه وبخطاب مقيت يحرض على حرق البلاد، فيما يواصلون إلقاء المسؤولية على الإعلام مصرِّين على ان يحولوه الى ثرثرة وفجاجة سياسية كما عهدناه في مرحلة اعلام « الصحاف» العراقي!
والمتتبع للواقع السياسي العراقي يلاحظ ان التاريخ يعيد نفسه من جديد، حيث كان لدى صدام حسين عجز كبير في القدرة على تقدير الموقف وكانت التصريحات وردود الافعال التي تصدر منه والتي دفعت بالعراق الى الهاوية تصرفات وردود افعال عشوائية لاتستند الى قراءة للواقع وحجم الامكانات ... فمرة يهدد دول الجوار الإقليمي ويدفع بالالة العسكرية العراقية في غياهب حدود مترامية وفي معركة خاسرة سلفاً، ومرة اخرى يتحدى ثلاثين دولة اجنبية تقودها اكبر دول العالم من حيث العدة والعدد، وفي كل هذه المغامرات غير المتكافئة يدفع الشعب العراقي الثمن. 
واليوم نلاحظ ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتصرف بنفس النزعة التي كان يقود بها صدام البلاد... فتمسكه بالسلطة لدورتين متتاليتين رغم رفض الشركاء السياسيين له ما أدى الى عرقلة مسيرة العملية السياسية، وسكوته عن ملفات فساد اداري ومالي كثيرة وخطيرة والتستر على وزراء ومديرين عامين مقابل اقرار البيعة «للقائد الأوحد الضرورة». 
كما شهدت الفترة التي حكم فيها المالكي العراق اياماً دموية لا تعد ولاتحصى ويوماً بعد يوم تزداد العمليات الارهابية الدموية 
هذا النهج الذي يسير به المالكي يتجه بالعراق حتماً إلى طريق التقسيم على أساس مذهبي وعرقي في العراق.
وما سوف يحصل للعراق لن يكون منفصلا عما سيحدث في سورية التي تواجه أيضا خطر التفتيت لأن القاسم المشترك بين البلدين واحد وهو «أصابع إيران» التي تمسك بأعواد الثقاب الطائفية وتشعلها في أطراف البلدان الخليجية والعربية من أجل الحفاظ على مشروع التمدد والنفوذ في المنطقة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك