الكويت بحاجة لإدارة أزمات متعددة التخصصات.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 1076 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  أبعاد الفجوة بين الشعب والحكومة!

د. تركي العازمي

 

«همومنا لا تعنيهم..... هم لا يفهمون احتياجاتنا.... هم لا يعلمون ماذا يدور في مؤسساتنا ولا يتابعون ما ينشر»... هذا هو مختصر رد قارئ على مقالنا الأخير «السؤال البرلماني والأسئلة المستحقة»!
ووعدت هذا القارئ بنشر رد مفصل كي تعم الفائدة للجميع.
نحن نعيش أخي القارئ وأختي القارئة زمنا فيه ثقافتنا كتبت في دفتر معانيه مختصرة مفيدة... يقرأها المسؤول وصاحب القرار و«هذاك وجه الضيف»... إنهم يعلمون بهمومنا لكن طريقة المعالجة أوكلت لمن لا يفهم احتياجاتنا وهذا لا يستدعي التوقف عن توجيه النصيحة ولو من باب المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقنا.
خذ على سبيل المثال قول وزير الكهرباء بأن الوزارة ستوفر الكهرباء والمياة للمناطق السكنية الجديدة... وفي المقابل نجد المياه لا تصل ودفعها ضعيف والكهرباء تواجه انقطاعا عن بعض المناطق!
والاستعدادات لمواجهة تداعيات الوضع في حال توجيه أميركا ضربة لسورية أشبه بتصريح وزير الكهرباء ونحن منذ عقود نتحدث عن هيئة خاصة بإدارة الأزمات ولم تر النور إلى الآن!
والأمر ليس مقصورا على إدارة الأزمات تحسبا لانعكاسات الأوضاع الاقليمية على الوضع الداخلي، فالكويت بحاجة لإدارة أزمات متعددة التخصصات:
- إدارة أزمة القيادة السلبية التي نتج عنها ما أطلقت عليه الحكومة «صندوق المعسرين» بالنسبة للمسرحين من القطاع الخاص.
- إدارة أزمة خاصة بالقطاع الحكومي ومؤسساته تراجع تصريحات كل مسؤول قيادي تجاه الأزمات التي تبرز على السطح.
- إدارة أزمة تعالج الحالة الاجتماعية والسياسية والفجوة بين ما يتطلع له الشعب وما تتخيله الحكومة.
- إدارة أزمة لجانب التنفيع وتضارب المصالح. 
- إدارة أزمة التعليم ومخرجاته. 
- إدارة أزمة الحصول على سكن.
- إدارة أزمة الحصول على تشخيص طبي سليم.
قد يعتقد البعض أننا مبالغون في عرضنا... وكل حسب أبعاده الفكرية/الثقافية يحدده رأيه في منتهى الحرية ونحن هنا نعرض ما نراه على ارض الواقع ولو تكرم أحد أحبتنا في توفير ساعة من الزمن فقط ليقرأ ما ينشر في الصحف اليومية وما تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي لوجد نفسه في معزل عن نطاق الواقع المؤلم!
إنها دروس أشبه بالمجالس التي يقال عنها مدارس (وليس بكل مجلس تجد فيه الفائدة)!
الحقيقة المؤلمة، أننا أكثر شعب يصرح ويعقب على ردود الأفعال إزاء اي قضية تشغل الرأي العام ولسنا بمعزل منها... ونحن هنا نرسم ما نواجه لإيصال الرسالة من دون «رتوش» وكثيرة هي المواضيع التي «نترفع» عنها لحساسية أوضاعها ولو اتيح لنا المجال لكان الوضع مختلفا!
والفرد منا عندما تنتابه الحيرة في أمر ما ففي الغالب يتوجه لزميل يثق فيه ويبادره بالسؤال «شرايك» طالبا استشارة سليمة تعينه على اتخاذ القرار... أما الحكومة «حفظها الله ورعاها» فمستشاروها وقياديوها هم السبب في وجود الفجوة بين طموح الشعب وتصورات الحكومة وقراراتها... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك