خالد الطراح لرئيس الوزراء: قرار الإنقاذ والتصحيح بيد سموكم!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2013, 12:46 ص 716 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / صرخة الضعفاء يا 'أبو صباح'
خالد أحمد الطراح
• حادثة فتاة دار الرعاية هزت الضمير في الكويت، وأوجبت إلقاء الضوء على هذا القطاع الإنساني. لذا، أضعه ملفاً أمام سمو رئيس الوزراء برسم الاهتمام.
الأخ العزيز سمو الشيخ جابر المبارك، أتوجه في مقالي هذا إليكم بصفتكم الرسمية وبصفتكم الأبوية، حديثي عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ليس عن الأخت الوزيرة ذكرى الرشيدي وسوء ادارة الوزارة وسياسة التنفيع، فالموضوع أكبر منها ومني، الموضوع قصة مجتمع نحن جميعاً شركاء في اغتياله! هذا المجتمع، سمو الرئيس، هو شريحة من البشر، من الذكور والإناث، جاؤوا إلى هذه الدنيا بفعل خطيئة نساء ورجال عديمي الإنسانية واحتضنتهم الدولة في ما يسمى بدور الرعاية الاجتماعية! ولكنها تجربة سيئة للغاية لا تتسم بالإنسانية!
سمو الأخ بوصباح، قبل أيام أحد أفراد هذا المجتمع فتاة انتهى بها المصير في ثلاجة البلدية نتيجة حادث مروري غامض الظروف من البداية إلى النهاية! قبلها شباب لفظوا أنفاسهم نتيجة المخدّرات! وبينهم اليوم أطفال وشباب وفتيات منهم من انتهكت أعراضهم، ومنهم من انحرفوا على أيادي من عمل ويعمل في منازل ضيافة وزارة الشؤون أو دور الصليبيخات.
سمو الرئيس، من بين هؤلاء ناضجون وأصحاء مثلنا ومثل أبنائنا يفترض أن يأخذوا فرصهم في الحياة والعمل والاندماج في المجتمع، وآخرون بحاجة إلى متابعة نفسية واجتماعية على مستوى مهني وإنساني، فهم بالنهاية جزء من هذا المجتمع، وهي ظاهرة عالمية، ولكنها عندنا قضية توفير مأوى وأكل وطباخ وسائق وميزانية لقطاع إداري طويل وعريض دون تخطيط مسبق ورقابة صارمة وأداء إنساني ملموس!
سمو الأخ أبو صباح، بين يدي ملف يحتوي على قرارات لا تصدر عن جهة يديرها بشر! هل يعقل سمو الرئيس، وأن تقبل بصفتكم الرسمية وأب قبل كل شيء، أن يصدر قرار رقم 15298 بالضرب كمنهجية في تأديب (معاقبة) نزلاء بيوت وزارة الشؤون؟ هل يعقل أن من بين المشرفين من خريجي السجون ومحدودي التعليم؟ هل قدّم القطاع المعني اليوم أو حين كنت وزيراً للشؤون والاجتماعية والعمل تقريراً بمصائب قطاع الرعاية؟ هل المستشار نائب رئيس الوزراء فيصل الحجي قدّم لكم اليوم رأياً بصفته وزيراً سابقاً لوزارة الشؤون عن وضع قطاع الرعاية؟ بخلاف زيارته دور الرعاية في الأعياد ودعوة الإعلام للتصوير على حساب شريحة من هذا المجتمع لا تملك إلا أن تبكي حيناً وتصرخ حيناً! وترتكب الجريمة حيناً، بسبب غياب الضمير عند بعض المشرفين حولهم!
الأخ أبو صباح، هل تعلم بعدد المتطوعين من أبناء الكويت شباباً ورجالاً ونساء على مدى السنين؟ وكم كان عددهم وكم عددهم اليوم؟ هل تعلم بمعاناتهم وهم متطوعون غايتهم إشراك هذه الشريحة من المجتمع وحمايتها من الانحراف؟ هل أبلغوك في الوزارة أو أبلغوا مجلس الوزراء بطبيعة المعاناة في قطاع الرعاية؟ هل قرأ أحد من مسؤولي وزارة الشؤون رسالة من رسائل المتطوعين وتحفظاتهم واقتراحاتهم؟
سمو الأخ الشيخ جابر، هل تعلم أن من بين المتطوعين أصيبوا بحالة اكتئاب واضطرابات نفسية بسبب مشاهدات مؤلمة؟
سمو الشيخ جابر، هل جاءتكم وزيرة الشؤون ذكرى باكية تنعى الفتاة التي عرفنا مصيرها بعد أربعة أيام على وفاتها؟ إنها مأساة إنسانية نتحمل جميعاً مسؤوليتها، ولكن قرار الإنقاذ والتصحيح بيد سموكم، والأجر عند الله سبحانه بفعل الخير ورد الشر.
أتمنى من سموكم أن يكون هذا ملفكم الشخصي تفتحونه في أول اجتماع لمجلس الوزراء، وأن تصدر منكم القرارات العاجلة التصحيحية، بما في ذلك التفكير في نقل القطاع خارج الوزارة، وربما ضمه لمكتب الشهيد، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة في حادث الفتاة تقدم تقريرها لكم خلال يومين.
تعليقات