الفتنة الحقيقية كما يراها الدوسري هي السكوت عن ظلم وقمع الشعوب
زاوية الكتابكتب أغسطس 26, 2013, 12:05 ص 1945 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / يسألونك عن الفتنة!
محمد مساعد الدوسري
ثارت خلال الفترة الماضية الكثير من النقاشات والجدل حول الأحداث التي تجري حولنا، من مصر إلى سوريا إلى العراق إلى البحرين، بالإضافة إلى الأحداث والمظاهرات التي تجري هنا وهناك في أكثر من دولة عربية، واستند الكثير على نظرية الفتنة وضرورة السكون وترك هذه الأحداث وعدم دعم أو تأييد طرف ضد آخر، مع استحضار لأحاديث آخر الزمان وما يجري من فتن كأنها قطع الليل، وكل ذلك له وجاهته، غير أنني أرى بخلاف ذلك.
لست من المتفقهين في الدين، وعليه فإنني لا أناقش هنا نصوصا من القرآن والسنة، بل أبحث في الموضوع من ناحية سياسية وعقلية، وأرى أن وضوح الحق من الباطل تجده في الكثير من الأحداث التي تجري، وخاصة في مصر وسوريا، إذ تجد نظاما أو شخصا يقتل المعارضين له بلا أي سند من الشرع، وترى الجرائم الفادحة ترتكب في حق الناس لإسكاتهم وقهرهم وإرغامهم على قبول الأمر الواقع.
الفتنة الحقيقية كما أرى هي السكوت عن الظلم والاضطهاد والقمع الذي يمارس ضد الشعوب من قبل بعض الأنظمة، بل وتأييد الطواغيت والظلمة في تلك البلدان، وتبرير قتلهم للناس في حربهم ضد «الإرهاب» كما يصفون، بينما نرى الإرهاب الحقيقي هو قتل الناس وحرقهم وسجنهم وقمعهم وحجب رأيهم وتصفيتهم والحجز على ممتلكاتهم، فهذا الصمت بحد ذاته عن هذه الأفعال هو فتنة، بسب وقوفنا مع الظالم في عدم إنكار ظلمه.
العجيب في هذه الأحداث التي تجري، أن الضحية هي من تتلقى الاتهامات من قبل أنصار نظرية الفتنة، وكأن المطلوب منهم الموت بصمت وهدوء، فهل يعقل أن نطالب المظلوم أن يقنع بالظلم الواقع عليه، وهل يعقل أن نقول للناس أخضعوا للظلمة والطواغيت إلى قيام الساعة، ففي كل مرة تتحرك هذه الشعوب لرفع الظلم عن نفسها، تجد من يقول لها ان فعلها فتنة يجب وقفه، فمتى إذن؟.
لو تعاون هؤلاء المتمسكون بنظرية الفتنة مع الشعوب والأحرار في كل مكان، لتشكل تحالف كبير من هذه الشعوب بما تملك من قوة لتغيير واقعها المليء بالظلم والاضطهاد والقمع والفساد، ولما تبقى للطواغيت أي عذر يستند عليه في غطرسته وجبروته، ولكنه الخذلان كفانا وأياكم هذا الخذلان، الذي ينطق به بعض الناس مع كل صرخة مظلوم، معتقدين أنه ابتعاد عن الفتنة.
تعليقات